وباستثناء المنتخب اليمني، فإنَّ باقي المنتخبات الأخرى وهي: السعوديَّة، وقطر، والكويت، والإمارات، والعراق، والبحرين وعُمان، تشارك في المرحلة الحاليَّة من التَّصفيات الموندياليَّة، وخاضت حتى الآن ست جولات، بانتظار استكمال الجولات الأربع المتبقِّية خلال نافذتي الاتحاد الدولي لكرة القدم في شهري مارس ويونيو المقبلين 2025 بواقع مواجهتين في كل نافذة.
وسيكون رهان كأس الخليج مناسبة مثاليَّة للمنتخبات السبعة، من أجل الحفاظ على كامل الجهوزيَّة قبل استكمال مشوار التصفيات، خصوصًا في ظل فراغ عدم وجود فترات توقُّف دوليَّة خلال الأشهر المقبلة، الأمر الذي سيقف عائقًا أمام خوض معسكرات ومباريات وديَّة تحضيريَّة، في ظل وجود استحقاقات محليَّة وقاريَّة على مستوى الأندية حسب الروزنامة الموسميَّة التي يضعها كل اتحاد على حدة.
وكانت قرعة كأس الخليج، التي سُحبت يوم التاسع من نوفمبر الماضي، قد أسفرت عن وجود منتخبات الكويت صاحبة الأرض، وقطر، والإمارات، وسلطنة عُمان في المجموعة الأُولى، فيما ضمَّت المجموعة الثانية منتخبات الأخضر، والعراق حامل اللقب، والبحرين، واليمن.
وستجد المنتخبات في البطولة مجالًا رحبًا من أجل تعزيز الإيجابيَّات التي ظهرت خلال التصفيات الموندياليَّة، وعلاج بواطن الضعف قبل العودة إلى المنافسة مجددًا خلال شهر مارس المقبل، خصوصًا للمنتخبات التي لم تقدم المستويات المطلوبة، ولم تحقق النتائج المأمولة، لتجد في معترك «خليجي 26» مناسبة مثاليَّة لاختبار القدرات الفنيَّة للاعبين والمدرِّبين في مواجهة فرق تعتبر بكامل الجهوزيَّة، وتنافس بقوة من أجل الوصول إلى المونديال.
ولا تعيش المنتخبات الخليجيَّة وضعيَّة مثاليَّة في التصفيات حتَّى الآن، فباستثناء المنتخب العراقي، لا يحتل أيُّ منتخب من المنتخبات الأُخْرى مركزًا مؤهلًا مباشرًا إلى المونديال، الأمر الذي يتطلَّب مراجعة شاملة للجولات الست السابقة، وتصحيح بعض الأمور من أجل تصويب المسار قبل استئناف المنافسة.
وتتوزَّع المنتخبات الخليجيَّة على المجموعات الثلاث للمرحلة الحاليَّة من التصفيات، بحيث يوجد المنتخبان القطري والإماراتي في المجموعة الأولى، في حين توجد منتخبات العراق وعمان والكويت في المجموعة الثانية، فيما يلعب المنتخبان السعودي والبحريني في المجموعة الثالثة.
وفي المجموعة الثالثة يعيش المنتخبان السعودي والبحريني وضعيَّة غير مريحة، في ظل نتائج غير متوقَّعة في الجولات الست الأولى بالمجموعة، التي قطع فيها المنتخب الياباني شوطًا كبيرًا نحو التأهل، بعدما جمع 16 نقطة، ليغرِّد وحيدًا في الصدارة بفارق تسع نقاط كاملة عن أقرب مطارديه المنتخب الأسترالي الثاني برصيد 7 نقاط، فبات بحاجة إلى ثلاث نقاط من أصل 12 متاحة، لضمان التأهل إلى نهائيات كأس العالم رسميًّا وبشكل مبكر.
الغريب في المجموعة أنَّ المنتخبات الأربعة المتبقية وهي إندونيسيا، والسعودية، والبحرين، والصين، تحتل المراكز من الثالث إلى السادس بالرصيد نفسه البالغ 6 نقاط، فيما يعود الترتيب إلى فارق الأهداف فقط.
المنتخب السعودي الذي اعتاد أنْ يضمن مقعدًا في نهائيات كأس العالم كما فعل في النسختين الماضيتين من المونديال، لم يقدم المستوى المنتظر في التصفيات الحاليَّة، مكتفيًا بانتصار واحد وثلاثة تعادلات، الأمر الذي قضى بالاستغناء عن الجهاز الفني السابق بقيادة الإيطالي روبرتو مانشيني، وإعادة المدرب الفرنسي هيرفي رينارد، دون أن يأتي هذا الأخير بجديد حتى الآن، حيث خسر المنتخب السعودي أمام إندونيسيا بهدفين دون رد في جاكرتا خلال الجولة الماضية السادسة.
ويعاني المنتخب القطري في المجموعة الأولى، حيث يوجد حاليًّا في المركز الرابع برصيد 7 نقاط فقط، جناها من انتصارين وتعادل مقابل ثلاث خسائر.
ويجاهد العنابي من أجل البقاء في المركز الرابع المؤدِّي إلى المرحلة الأخيرة التي تشارك بها ستة منتخبات (أصحاب المركزين الثالث والرابع في المجموعات الثلاث) سيتم توزيعها على مجموعتين، تلعب كل مجموعة دوريًّا من مرحلة واحدة، على أنْ يتأهل صاحبا المركز الأول في كل مجموعة إلى المونديال، فيما يخوض صاحبا المركز الثاني ملحقًا قاريًّا للتأهل إلى الملحق العالمي.
وتبدو وضعيَّة المنتخب الإماراتي في تصفيات مونديال 2026 أفضل نسبيًّا، من خلال وجوده في المركز الثالث بالمجموعة الأُولى خلال المرحلة الثالثة للتصفيات، برصيد 10 نقاط، على بعد ثلاث نقاط من منتخب أوزبكستان صاحب المركز الثاني.
ويوجد المنتخبان القطري والإماراتي في المجموعة الأولى من كأس الخليج.
ويحتل المنتخب العراقي المركز الثاني في المجموعة الثانية برصيد 11 نقطة، بفارق ثلاث نقاط عن المنتخب الكوري الجنوبي المتصدِّر، وتتفاوت حظوظ المنتخبات الخليجيَّة الثلاثة في التأهل، إذ يملك المنتخب العراقي الفرصة الكاملة للتأهل المباشر شريطة الحفاظ على مركزه الحالي الثاني في الجولات الأربع الأخيرة، في حين يبدو أنَّ المنتخبين العُماني والكويتي مطالبان بتحقيق نتائج استثنائية.