كما أنَّه يمثِّل عراقة الماضي القديم؛ باحتضانه العديد من الآثار التاريخيَّة مثل مسجد الشافعي، وبيت نصيف، وسوق باب مكَّة الشهير، ومسجد الملك عبدالعزيز، والكثير من المعالم السياحيَّة الأثريَّة، إضافة إلى وجود الكثير من الأسواق القديمة الشهيرة بجواره، مثل سوق قابل، وسوق البدو، وسوق العلوي، وسوق الندى، والخاسكيَّة.
وعلى الرغم من أنَّ عدد أبواب سور جدَّة بلغ ثمانية أبواب مع مرور الوقت، إلَّا أنَّ «باب مكَّة» ظل الأشهر والأجمل في بنائه، والأكثر أهميَّة، فهو رمز لجدَّة القديمة وتجسيد لأصالتها.
![5](https://www.al-madina.com/uploads/images/2024/11/03/2354526.jpg)
ومن أهم ما يميِّز «باب مكَّة» موقعه، حيث إنَّه في بداية الطريق المؤدِّي إلى أقدس مدينة للمسلمين، مدينة مكَّة المكرَّمة، كما أنَّه أحد أبرز المعالم الشاهدة على أصالة وعراقة تاريخ مدينة جدَّة، ولا يمكن لأيِّ زائر يقصد مدينة جدَّة إلَّا وأنْ يزور هذا الباب التاريخي العريق، والذي يعود تاريخه إلى عام 1509 ميلاديَّة، عندما قام المماليك ببناء سور جدَّة، بهدف حماية المدينة من غارات البرتغاليِّين، وقد اُستخدم لأغراض دفاعيَّة في تلك الآونة.
![4](https://i0.wp.com/www.al-madina.com/uploads/images/2024/11/03/2354527.jpg?w=1170&ssl=1)
كما أنَّه كان يُستخدم لعبور بعض الجنائز التي كانت تتَّجه إلى مقابر شيخ الأسد، الموجودة بالقرب منه. ويضم «باب مكَّة» برجين ذوي ارتفاع متوسط، تم تصميمهما وتزويدهما بمجموعة من الزخارف والنقوش؛ ليعطيا مظهرًا جماليًّا للمنطقة. وقد خضع عبر تاريخه الطويل للكثير من عمليات من الترميم، ولازال شامخًا ليومنا، وتعتبر منطقة «باب مكَّة» من أهم الأماكن التي يذهب إليها الحجَّاج والمعتمرون أثناء شهر رمضان الكريم.