أخبار السعودية

مزيد من الاختبارات المنتظرة في “وول ستريت” بعد أسبوع جنوني


عقب أسبوع جنوني بدأ بهبوط الأسهم اليابانية إلى أسوأ خسارة لها منذ الاثنين الأسود 1987، فقط لكي ترتفع الأسهم الأمريكية في وقت لاحق إلى أفضل يوم لها منذ 2022، حملت المكاسب الطفيفة يوم الجمعة وول ستريت إلى المكان نفسه تقريبا الذي بدأت منه الأسبوع.

وارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.5 % ليخفض ما كان خسارة وحشية للأسبوع إلى 0.04 % بالكاد يمكن تسجيلها، فيما أضاف مؤشر داو جونز الصناعي 51 نقطة بما يعادل 0.1 %، كما ارتفع مؤشر ناسداك 0.5 %.

وسحبت المكاسب مؤشر “ستاندرد آند بورز” إلى 5.7 % من أعلى مستوى له على الإطلاق الذي سجله الشهر الماضي، بعد أن انخفض بنحو 10 % عن هذا الرقم القياسي خلال الأسبوع. كان ذلك بمنزلة عودة شرسة للتقلبات في السوق التي كانت ترتفع بسلاسة، وارتفعت درجة من الخوف في وول ستريت لفترة وجيزة نحو أعلى مستوى لها منذ انهيار كوفيد 19 في 2020، وقد لا تكون قد انتهت أيضا. ولا تزال المخاوف مرتفعة بشأن قوة الاقتصاد الأمريكي، ومن المقرر صدور التقارير الأسبوع المقبل عن التضخم والمبيعات لدى تجار التجزئة ومقاييس القوة الأخرى.

وكان المزاج هادئا يوم الجمعة بعد انضمام مزيد من الشركات الأمريكية الكبرى إلى الحكومة التي أبلغت عن أرباح أفضل للربيع مما توقعه المحللون.

وقفزت مجموعة إكسبيديا بنسبة 10.2 % بعد تقديم نتائج أقوى من المتوقع، على الرغم من أنها شهدت ضعفا في الطلب في يوليو مثل بعض الشركات الأخرى.

في وقت سابق ارتفعت المؤشرات لعديد من أسواق الأسهم الأخرى في جميع أنحاء العالم. كما كانت محمومة منذ الأسبوع الماضي بسبب عدد من العوامل التي تصادمت معا في وقت واحد. في مقدمة هذه العوامل قيمة الين الياباني، الذي أجبر ارتفاعه المفاجئ والحاد أخيرا صناديق التحوط وغيرها من المتداولين على الانسحاب من تجارة رائجة. فقد كانوا يقترضون الين الياباني بتكلفة منخفضة للغاية ثم يستثمرونه في أماكن أخرى حول العالم. ولكن رفع أسعار الفائدة من قبل بنك اليابان أجبر عديد من المتداولين على التخلي عن هذه التجارة في نفس الوقت، وأدى إلى اهتزاز الأسواق العالمية. وقد ساعد الوعد الذي أطلقه أحد كبار مسؤولي بنك اليابان في منتصف الأسبوع بعدم رفع أسعار الفائدة أكثر ما دامت الأسواق “غير مستقرة” في استقرار الين.

كما تأثرت السوق بالمخاوف بشأن تباطؤ الاقتصاد الأمريكي. فقد أدت مجموعة من التقارير الأضعف من المتوقع إلى إثارة التساؤلات حول ما إذا كان بنك الاحتياطي الفيدرالي قد أبقى أسعار الفائدة عند مستوى مرتفع للغاية من مستوى مؤلم للاقتصاد لفترة طويلة من أجل التغلب على التضخم. وكان التقرير الذي صدر يوم الجمعة الماضي والذي أظهر ضعف التوظيف من قبل أرباب العمل في الولايات المتحدة أكثر من المتوقع هو الحدث الأبرز.

وقد أدت مثل هذه المخاوف إلى انخفاض عائدات الخزانة في سوق السندات، وهبطت مرة أخرى يوم الجمعة. وانخفضت العائدات مع بحث المستثمرين عن أماكن أكثر أمانا لأموالهم ومع تزايد التوقعات بخفض أعمق لأسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي. وانخفض العائد على سندات الخزانة لمدة عشرة سنوات إلى 3.94 % من 3.99 % في أواخر يوم الخميس.

بعد أن نجحت وول ستريت على ما يبدو في إقناع بنك اليابان بالتوقف عن رفع أسعار الفائدة في الوقت الحالي، يبدو أن هدف وول ستريت “الآن هو دفع بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى تخفيضات كبيرة في أسعار الفائدة”، وفقا لبنك أوف أمريكا. قال الخبير الاستراتيجي مايكل هارتنيت في تقرير صادر عن بنك أوف أمريكا جلوبال ريسيرش: “إن التقارير التي ستصدر الأسبوع المقبل قد تدفع السوق إلى المزيد من التقلبات.

ويتوقع خبراء الاقتصاد أن يظهر التقرير عودة إلى النمو بعد توقف الإنفاق في قطاع التجزئة خلال يونيو. وسيظهر تقرير آخر عدد العمال الأمريكيين الذين يتقدمون بطلبات للحصول على إعانات البطالة. وقد أثار أحدث تقرير من هذا القبيل الآمال في الاقتصاد بعد أن أثار مخاوف المستثمرين في الأسبوع السابق. وستلوح في الأفق آخر التحديثات بشأن التضخم. وسيكون السيناريو الأسوأ هو أن تظهر تقارير التضخم يومي الثلاثاء والأربعاء ارتفاعات أعلى من المتوقع في الأسعار على مستوى الجملة والاستهلاك، في حين تظهر تقارير الأسبوع الأخرى ضعفا حادا في الاقتصاد. ولن يكون لدى الاحتياطي الفيدرالي وسيلة سهلة لإصلاح مثل هذه الفوضى السامة. الواقع أن البنك المركزي قد يخفض أسعار الفائدة، وهو ما من شأنه أن يعطي الاقتصاد الأمريكي دفعة صعودية ولكنه يهدد أيضا بتفاقم التضخم. أو قد يستمر في الإبقاء على سعر الفائدة الرئيسي عند أعلى مستوى له منذ عقدين من الزمان. وهذا من شأنه أن يفرض ضغوطا هبوطية على التضخم ولكنه أيضا يلحق المزيد من الألم بالاقتصاد.

والعامل الثالث الذي دفع الأسواق إلى الدوران أخيرا هو زيادة الشكوك حول اندفاع وول ستريت نحو تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، ومدى نمو الأرباح الذي ستنتجه حقا.

وقد سمح الهيجان حول الذكاء الاصطناعي لعدد قليل من أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى بدفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 إلى عشرات من أعلى مستوياته على الإطلاق هذا العام، حتى مع ثقل أسعار الفائدة المرتفعة على مناطق أخرى من السوق. ولكن مجموعة الأسهم المعروفة باسم “السبعة الرائعين” فقدت زخمها في الأسبوع الماضي. في ظل الانتقادات التي وجهت إلى المستثمرين الذين انجرفوا في الأمر ورفعوا أسعار أسهمهم إلى مستويات مرتفعة للغاية.