أخبار السعودية

“زيتون الجوف”.. قاطرة نمو للقطاع ومنصة انطلاق للمشروعات الواعدة والرياديين


مع زجاجة عطر تحمل اسم علامته التجارية الخاصة، يفوح رذاذها في الأجواء ليجذب عشاق العطر المميز من الزوار، يقف فهد السلطان أحد الشباب من رواد الأعمال عند مدخل ركنه في مهرجان زيتون الجوف الدولي السابع عشر، ويردد بترحاب مع إقبال أحد المتسوقين على المحل “نورتنا يا طيب”.

وأجمع عدد من أبناء منطقة الجوف الذين التقتهم واس، على أن تأسيس مشاريعهم الريادية الخاصة يعد طريقًا لتحقيق الطموحات والأحلام، بعيدًا عن مسار الوظيفة الكلاسيكي، وذلك من خلال المشاركة في المهرجان، بحثًا عن فرص نمو الأعمال والمبيعات.

ويؤكد أمين منطقة الجوف رئيس اللجنة العليا في المهرجان المهندس عاطف بن محمد الشرعان أن من أهداف المهرجان دعم مشروعات الشباب الريادي من الجنسين سواءً في قطاع الزيتون والصناعات التحويلية أو عربات الأطعمة المتنقلة والمطاعم والكافيهات التي تخصص لها مواقع داخل مقر المهرجان، تماشيًا مع توجيهات سمو أمير منطقة الجوف وخطط الأمانة ووزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان في دعم الشباب الريادي والمساهمة في تطوير المشروعات الصغيرة.

ويعد مزارعو الزيتون الفئة الأبرز التي يدعمها المهرجان، الذي أصبح بعد انطلاقته في العام 2008م قاطرة نمو لقطاع الزيتون في المنطقة، وفتح نوافذ التسويق واستقطاب الاستثمارات، لا سيما أن منطقة الجوف تحتضن 23 مليون شجرة زيتون، و16 ألف مزرعة ومشروع زيتون، ويبلغ إنتاجها نحو 150 ألف طن من الزيتون و18 ألف طن من الزيت سنويًا، كما يضم القطاع نحو 30 معصرة ترفد الأسواق بأجود أنواع زيت الزيتون الفاخر.

وتتيح المشاركة في المهرجان الفرص للمنتجين والمزارعين لعقد العديد من الصفقات المربحة، ويقول المزارع سلطان محمد الجهني أن من أبرز الصفقات التي عقدها خلال مشاركاته العديدة في المهرجان بيع 7 آلاف عبوة من منتج الجوف المشتق من زيت الزيتون عبر التعاقد مباشرة مع 3 شركات متخصصة لتسويق المنتج خارجيًا.

ويقول المزارع عويضة الفهيقي: إن مهرجان الزيتون يشجع المنتجين وبالأخص صغار المزارعين على التوسع في مشروعاتهم عبر توفير فرص تسويق المنتج محليًا ودوليًا، كما يضيف المنتج سلطان الجهني أن المهرجان يتيح التواصل مع كبرى الشركات الزراعية، للوقوف على آخر المستجدات في عالم التقنيات الزراعية.

وعن رحلة الاستعداد لطرح الجديد والمنافسة بقوة لجني أعلى المبيعات والأرباح، يقول المزارع سليمان الشراري نحرص على الجودة أولًا، ونشارك في المهرجان بأفضل منتجاتنا، كما نهتم بالشكل والتغليف، فهو الذي يولد الانطباع الأول عند الزبون، كما نحرص على أناقة وبساطة العرض، وتنافسية الأسعار، هذا هو سر نجاح المزارع الصغير وسط المنافسة من قبل الشركات.

وتسهم جائزة الأمير فيصل بن نواف بن عبدالعزيز أمير منطقة الجوف، لأفضل زيت زيتون، وزيتون مكبوس، ومنتج من الصناعات التحويلية لزيت الزيتون، في رفع مستوى جودة وتنافسية المنتجات المشاركة، حيث يشترط للتقدم للجائزة المشاركة بمنتج في معرض الزيتون بالمهرجان، وتبلغ قيمة الجائزة نصف مليون ريال، ويتوج الفائزون بها في الحفل الختامي للمهرجان كل عام.

كما أن المهرجان يفتح نافذة تسويقية للأسر المنتجة لتسويق منتجاتهم، حيث تشارك 40 أسرة منتجة في مهرجان هذا العام بدعم بنك التنمية الاجتماعية من خلال تمويل تنموي، يصل سقفه إلى 50 ألف ريال عبر وسطاء التمويل في القطاع غير الربحي، وكذلك منافذ بيع مجهزة بالكامل؛ بحسب مدير فرع البنك بمنطقة الجوف محمد الشمري، وتنوعت المنتجات التنموية لتلك الأسر بين صناعة العطور والمرطبات من المكونات الطبيعية والأعشاب العطرية التي تزخر بها المنطقة، والسدو والهدايا التذكارية.

من جانبه أكد الرئيس التنفيذي لمهرجان زيتون الجوف الدولي في نسخته الـ 17 عمر بن عبدالعزيز الحموان، أن أمانة الجوف تحرص على التجهيز والاستعداد لتنظيم المهرجان في كل عام منذ وقت مبكر، كما تولي عناية خاصة لتهيئة أجنحة المزارعين والمنتجين والجهات المشاركة من داخل المملكة وخارجها، حرصًا على خدمة المشاركين وتحقيق أهداف هذا المهرجان المهم المتمثلة في تنشيط الحراك الاقتصادي والسياحي وتطوير قطاع الزيتون والمزارعين.