وكان بالإمكان أفضل مما كان، فيما لو أحسن الإيطالي روبرتو مانشيني إدارة المباراة، خاصة في اختيار التشكيل الذي دخل به المباراة أو في التغييرات التي أجراها أثناء مجريات اللعب.
يحسب بداية لمانشيني أن الأخضر قدم اداءً جيدًا على مدار مبارياته الأربع، جعل الجماهير تحلم باللقب، خاصة بعد الشك الذي راود الجميع بعد إعلان القائمة المختارة للمشاركة في البطولة.
واستطاع الأخضر مع مانشيني يقدم كرة هجومية جيدة، مع انسجام بين عناصره، وترابط خطوطه، رغم حداثة عدد كبير من اللاعبين بتجربة اللعب الدولي.
نجح الأخضر في عبور دور المجموعات ولم تهتز شباكه إلا بهدف وحيد، كان في مباراة عمان، وهذا يحسب للتنظيم الدفاعي الذي فرضه مانشيني.
لكن المدرب الإيطالي ارتكب أخطاء بالجملة في المباراة المفصلية أمام كوريا الجنوبية، منها كان عليه أن يحتفظ بعدد من لاعبي الخبرة في الملعب، الذين يستطيعون تحمل الضغط البدني والمعنوي، في الوقت الأخير من المباراة، خاصة مع تقدم منتخبنا في النتيجة، فخروج سالم الدوسري كان قرارًا خاطئًا، حتى لو كان اللاعب تراجع مخزونه البدني، كما قال مانشيني في المؤتمر الصحفي عقب المباراة.
أخطأ مانشيني بالدفع باللاعب عيد المولد في وقت حرج، واللاعب حديث التجربة بمثل هذه المباريات، المليئة بالضغوطات العالية المختلفة، وكانت هذه الأوقات في أمس الحاجة للاعبي الخبرة الذي يجيدون التعامل مع مثل هذه المواقف.
بدا في الوقت الأخير من المباراة أن مانشيني فقد السيطرة على اللاعبين في أرض الملعب، ولم يستطع مساعدتهم في الخروج بالكرة من مناطقهم، أو التقدم قليلًا للأمام وعدم الاستسلام بالتراجع الكبير للخلف.
وارتكب مانشيني الخطأ الأكبر عندما غادر الملعب قبل أن تنتهي ركلات الترجيح، وهو الموقف الذي أثار انتباه الصحافة العالمية، فأبرزته صحيفة لاجازيت دييل سبورت الإيطالية، وذي سن والديلي ميل البريطانيتان.
وفي خضم الحزن الذي خيَّم على أنصار الأخضر بعد هذا الخروج من كأس آسيا، لابد أن نشد على الحارس أحمد الكسار الذي أدى مباراة بطولية، في الذود عن عرينه أمام طوفان الهجوم الكوري الجنوبي.