وتنتظر الاتحاد بعد ساعات من هذه الخسارة مباراة صعبة أمام النصر الكامل المتكامل، وذلك عندما يلتقي الفريقان غدًا الثلاثاء في المباراة المؤجلة من الجولة الـ17.
لقد سدَّد فريق الاتحاد فاتورة باهظة من سمعته، ومن اسمه كحامل للقب الدوري، وأحد فرسان الرهان في الكرة السعودية والعربية، بعد تعاقدات صيفية هزيلة، أقل ما يجب أنْ يُقال عنها إنَّ التحرُّكات في تلك الصيفية افتقدت الرؤية المستقبلية، وإدراك حجم التحديات التي تنتظر الفريق بعد التطورات غير المسبوقة في تاريخ كرة القدم السعودية، من تعاقدات عالمية، وإنفاق يوازي هذا التطور.
كانت النظرة المستقبلية تحتم على مسؤولي الاتحاد أن يعلموا أنَّ فريقهم مقبل على مشاركة عالمية، تُقام لأوَّل مرَّة على أرض المملكة، وهي كأس العالم للأندية، والاتحاد ممثل المملكة، ووصلت طموحات الاتحاديين إلى عنان السماء، خاصَّة بعدما رفع الهلال سقف الأحلام بحلوله في المركز الثاني للبطولة التي سبقت النسخة المنتهية منذ عدة أيام في جدة.
كان الاتحاد يسير بخطى غير واثقة في الدوري منذ بداية الموسم، وكان الجميع متمسكًا بالأمل أنَّ الأمور سوف تتحسَّن على أقصى تقدير مع انطلاق كأس العالم للأندية.
لكن الاتحاد ودَّع مونديال الأندية من المباراة الثانية، بعد أداء باهت.
فإذا كانت صيفيَّة العميد هزيلة، فإنَّ الإدارة لم تستطع أنْ توفر الحماية الكافية للبرتغالي نونو سانتو، ولجأت للخيار الأسهل، وقررت إقالته قبل فترة قليلة من انطلاق مونديال الأندية.
رغم أنَّ سانتو كانت له أخطاء فنيَّة في الفترة الأخيرة، إلَّا أنَّه كان الأدرى بظروف الفريق، وحالة جميع اللاعبين، فكان لابدَّ من دعمه وتحمُّل الضغوط التي تعرض لها حتى يتم تجاوز هذه الظروف.
ظروف قاهرة
إنَّ ما تعرَّض له الاتحاد في الفترة الأخيرة، أمر غير طبيعي، حيث عانى من إصابات وغيابات حرمت الفريق من كلِّ مدافعيه، وهو أمر نادر الحدوث في كرة القدم، مع التسليم أنَّ كلَّ شئ وارد، لكن بهذه الصورة؟!.
على إدارات الأندية ومسؤولي كرة القدم، أنْ يدركوا أنَّ الاحتراف يتطلَّب نوعًا من اللاعبين أصحاب الفكر الاحترافي، وليست المهارة الفنية لحالها تكفي للتعاقد مع اللاعبين.
إنَّ معاناة الأتحاد الحالية من أسبابها أيضًا أنَّ بعض لاعبيه مازالوا يلعبون بعقول الهواة؛ لأنَّ اللاعب الذي يملك فكرًا احترافيًّا قادرٌ على مواجهة كلِّ الظروف التي يعاني منها الفريق.
ففي مباراة الرائد، كان الأولى على مدالله العليان، والمباراة في بدايتها وظروف الفريق ليست في أفضل حالاتها، أنْ يكون ذكيًّا في التعامل مع الكرة التي تسببت في طرده، وهو طرد مستحق.
وكان عليه أنْ ينافس تفاريس لاعب الرائد على الكرة دون إعاقته؛ لأنَّه بكلِّ بساطة فإنَّ أيَّ سقوط للاعب يعني طردًا وركلة جزاء، أو ضربة حرة مباشرة من منطقة خطرة، وكان الأولى به أنْ يراهن، ولو بنسبة قليلة، على دور عبدالله المعيوف، الذي خرج في الوقت المناسب، واستطاع أنْ يصل للكرة.
مباراة النصر
إنَّ الحلول أمام المدرب في الوقت الحالي تكاد أنْ تكون ضعيفة، والأمل في اللاعبين لتجاوز مباراة النصر بسلام، وبعدها هناك فترة توقف طويلة، بالتزامن مع الانتقالات الشتوية، ولابدَّ من تحرُّكات نوعية لدعم الفريق، ومسح هذه الصورة السيئة.