وعدّ القنصل العام للصين الزيارة التي يعقد خلالها قمة (سعودية – صينية) برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ، وفخامة رئيس جمهورية الصين الشعبية، ومشاركة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، إضافة إلى انعقاد قمتي الرياض (الخليجية الصينية للتعاون والتنمية)، و(العربية الصينية للتعاون والتنمية)، معلما فارقا في تاريخ العلاقات الصينية العربية، وتعكس تطور الصداقة الصينية العربية ودخولها مرحلة جديدة من التعاون والتنسيق على أعلى المستويات لتفتح من خلالها آفاقا أرحب لتنمية علاقات الشراكة الاستراتيجية الصينية العربية، كما تشكل فرصة سانحة للقفز بالعلاقات الصينية العربية المشتركة إلى مراحل متقدمة خاصة في مثل هذه الظروف الدولية الراهنة، ويؤكد من خلالها الجميع على أهمية وضرورة التبادل والتنسيق المستفيض حول سبل ترسيخ الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدان الصديقة وتعميقها، وبذل جميع الجهود التي تضمن تعزيز السلام والتنمية العالمية وصيانة مصالح الدول الخليجية والعربية.
وقال في تصريح لوكالة الأنباء السعودية ” إن جمهورية الصين الشعبية والمملكة العربية السعودية شريكان استراتيجيان شاملان، ويولي الجانبان أولوية كبيرة لتنمية العلاقات الثنائية المشتركة وتطويرها لتشمل جميع المجالات، كما يعمل الجانبان على دعم الآخر في استكشاف طرق التنمية الملائمة للظروف الوطنية لكلهما، ويعارضان كافة أشكال التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية للدول”.
وأضاف ” أما في الشؤون الدولية، تُؤيد بلدينا التعددية الحقيقية وحرية التجارة، والعمل على حماية سلاسل الانتاج وسلاسل الامداد العالميين، والحفاظ على المنظومة الدولية المكونة للأمم المتحدة التي تمثل مركزا للنظام الدولي القائم على القانون الدولي، والدفاع عن القابلية العامة لمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة وغيرها من القواعد الأساسية للعلاقات الدولية، والدفاع عن العدالة والانصاف الدوليين والمصالح المشتركة للدول النامية، ومعارضة الهيمنة وسياسة القوة والتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى”.
وأوضح أن المواءمة بين مبادرة “الحزام والطريق” و”رؤية المملكة 2030″ قدمت فرصاً جديدة لتعزيز التعاون بين البلدين، خلقت بيئة للتنمية وأسهمت بشكل كبير في تنويع الاقتصاد الوطني للبلدين الصديقين، ويعمل من خلالها الجانبان على تطوير التعاون المشترك ليشمل مجالات عدة من ضمنها التبادلات الثقافية والبشرية التي شهدت ازدهارا وتطوراً في السنوات الأخيرة، وجاء من أبرز ما تحقق في هذا الجانب إعلان صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، اعتماد تدريس اللغة الصينية في المدارس والمعاهد والجامعات بالمملكة وذلك خلال زيارته الثانية للصين في فبراير 2019م، كما شهدت العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين توسعاً كبيراً وتطوراً ملحوظاً، وتعاوناً عالي المستوى في مجالات عدة كالطاقة والتعدين والطاقة النظيفة وتقنيات الجيل الخامس والذكاء الاصطناعي، والاقتصاد الرقمي وعلم وتكنولوجيا الفضاء، وفي مجال التبادل الثقافي.
وفي ما يتعلق بالعلاقات الصينية العربية، أكد القنصل العام لجمهورية الصين الشعبية حرص بلاده من خلال هذه القمم على العمل مع الدول العربية على تكريس الصداقة الصينية العربية التاريخية، ومواصلة إثراء وتعميق التعاون المشترك لأبعاد متعددة ومستويات واسعة النطاق، والعمل يدا بيد على بناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك نحو العصر الجديد، بما يعود بالخير على الشعب الصيني والشعوب العربية، ويعزز التضامن والتعاون بين الدول النامية، ويحافظ معا على قضية السلام والتنمية في العالم.
وقال :” ما نشهده من تغيرات وتطورات على المستوى العالمي وبشكل غير مسبوق تزداد فيه تصرفات الهيمنة والتنمر وسياسة القوة، ما جعل العجز في السلام والتنمية والأمن والحوكمة يتفاقم، فارضاً على المجتمع الدولي تحديات غير مسبوقة ومفترق طرق، تواجه فيه الصين والدول العربية تحديات متشابهة، يحتم على القادة في الصين والدول العربية العمل على تخطيط التعاون بين الجانبين في المستقبل والدفع بالارتقاء بنوعية ومستوى العلاقات الصينية العربية، وبلورة مزيد من التوافق بين الجانبين في الحوكمة العالمية والتنمية والأمن والحوار الحضاري وغيرها من القضايا المهمة ما يسهم في تعميق الثقة الاستراتيجية المتبادلة والحفاظ على المصالح المشتركة.
وخلُص قنصل جمهورية الصين الشعبية بجدة “تان بانغ لين “إلى أن زيارة فخامة الرئيس “شي جين بينغ”، رئيس جمهورية الصين الشعبية إلى المملكة العربية السعودية جاءت لتوكد التزام الصين بتطوير العلاقات مع الدول العربية على أساس المبادئ الخمسة المتمثلة في الاحترام المتبادل للسيادة وسلامة الأراضي وعدم الاعتداء وعدم التدخل في الشؤون الداخلية والمنفعة المتبادلة والمساواة والتعايش السلمي، واحترام خيارات الشعوب العربية ودعم حق الدول العربية في استكشاف الطرق التنموية التي تتماشى مع ظروفها الوطنية وتبادل الدعم الثابت فيما يتعلق بالمصالح الحيوية والهموم الكبرى للجانب الآخر.
وأضاف ” كما أنه من المؤكد أن القمم الثلاث ستتمخض بقرارات تسهم في دفع ودعم التعاون الصيني العربي المشترك في مجالي النفط والغاز الطبيعي، وخاصة التعاون الاستثماري في تنقيب النفط واستخراجه ونقله وتكريره، وتعزيز المواءمة من حيث الخدمات الهندسية والفنية للحقول النفطية وتجارة المعدات، وتعزيز التعاون في مجال الطاقة المتجددة كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الكهرومائية، كما ستدفع الصين بتنفيذ مبادرة الأمن العالمي، والتي تعمل من خلالها مع الدول العربية على التمسك بمفهوم الأمن المشترك المتكامل والمستدام، والتمسك، والتمسك بمبدأ حل الخلافات والنزاعات بين الدول عبر الطرق سلمية، كما ستدفع الصين بإيجاد حلول عادلة ومعقولة للقضايا الساخنة في الشرق الأوسط عبر الحوار والتشاور، وإقامة منظومة أمن جماعي تراعي الهموم المشروعة لكافة الأطراف، بما يحمي الأمن والأمان الدائمين في المنطقة، وتدعم الصين قيام الدول العربية بدور أكبر في الشؤون الإقليمية، وتدعم جهود الدول العربية لتسوية القضايا الساخنة في المنطقة، كما سيعمل الجانبان معا على دفع إيجاد حل شامل ودائم وعادل للقضية الفلسطينية على أساس “حل الدولتين” وفقا لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ومبدأ “الأرض مقابل السلام” وغيرها من التوافقات الدولية.