يلتقي غدًا الجمعة فريقا الهلال والوحدة في نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين، برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين وبحضور سمو ولي العهد.وبالتزامن مع هذا الحدث الكبير يستعيد عشاق الساحرة المستديرة وعشاق نادي الوحدة ذكريات عمرها 66 عامًا، وتحديداً منذ عام 1957م بدأت الجهات المنظمة للرياضية في المملكة تنظيم العديد من البطولات التي حملت الاسم الأغلى على كل الرياضيين وهو اسم «الملك» .
ويحتفظ تاريخنا وارشيفنا الرياضي بالعديد من اللحظات والمحطات التي اعتلى فيها فرسان مكة منصات الذهب وحققوا البطولات، ولم يخل هذا التاريخ من المحاولات التي لم يحالف الفريق الوحداوي التوفيق وانتهت بالوصافة المتوجة بالإعجاب بالمستويات الكبيرة التي قدمها الفرسان.
• البطولة الأولى والبطل الأول
أولى محطات الفرسان مع البطولات كانت تاريخية بمعنى الكلمة وسجلت اسم الوحدة بمداد من ذهب كأول بطل لبطولة كأس الملك والتي لعبت بموسم 57/1958م تحت مسمى (الدوري العام على كأس جلالة الملك) وعلى الرغم من أن هذه النسخة كانت تحسم بالنقاط لكن الوحدة حسمها بالفاصلة، فبعد تعادل الوحدة والاتحاد بالنقاط وتعادلهما ايضاً بالنتيجة في آخر جولات البطولة تقرر إقامة مباراة فاصلة بين الفريقين لكسر هذا التعادل وتحديد البطل وهو ما حدث على ملعب الصبان بجدة في يوم الجمعة بتاريخ 21 فبراير 1958م، وانتهى اللقاء بفوز وحداوي كبير بنتيجة 4-0 سجلها (حسني باز 2 و جنجا و بشرى)، يذكر أن رئيس الوحدة حينها هو الشيخ كامل أزهر «رحمه الله» أحد مؤسسي الوحدة وأول رئيس نادي يحمل كأس الملك، وقد تكون هذه الأولوية ملهمة لابن عائلة أزهر العريقة الرئيس الحالي سلطان أزهر لتكرار الانجاز بعد ما يقارب 66 عامًا.
بعد الكأس الأولى استمرت المحاولات الوحداوية في تكرار الإنجاز وذلك في مواسم 1959م و1960م و1961م ولكنها كانت دائماً تنتهي بالوصافة لعدم تحقيق الوحدة للعدد الكافي من النقاط لانتزاع الصدارة من الاتحاد، وفي كأس سمو ولي العهد خسر الوحدة أيضاً أمام الاتحاد في موسم 1960م، ليكون الوحدة خسر فرصة التتويج ببطولة 4 مرات خلال 3 مواسم.
• مع الذهب من جديد
وبالرغم من هذه الإحباطات المتوالية، إلا أن فرسان مكة لم ييأسوا فقد دخل الوحدة منافسات كأس سمو ولي العهد لموسم 60/1961م وهو عازم على تجاوز كل الإخفاقات فبعد أن بدأ البطولة بفوز عريض على نادي نصر مكة بنتيجة 10-1 ووصل الوحدة للنهائي ليقابل نادي الشاطئ، وعلى ملعب ساحة اسلام بمكة المكرمة وبتاريخ 28 أبريل 1961م نزل الوحداويون إلى الملعب ولكن نادي الشاطئ لم يحضر ليقرر الحكم فوز الوحدة إثر انسحاب الشاطئ ويصعد الكابتن عبدالرحمن الجعيد لاستلام الكأس.
وفي موسم 61/1962م توسع نطاق بطولة الدوري العام على كأس جلالة الملك ليشمل أندية الرياض التي تأهل عنها الهلال ليلتقي بالوحدة في النهائي الأول الذي يجمع فريقين من مناطق مختلفة التقى الفريقان في يوم الجمعة بتاريخ 26 يناير 1962م على ملعب الصايغ بالرياض وعلى الرغم أن الترشيحات كانت تصب في صالح الفريق الوحداوي إلا أن الهلال قلب الموازين واستطاع تحقيق البطولة بعد فوزه بنتيجة 3-2 سجل للهلال رجب خميس 3 أهداف وللوحدة عبدالرحمن الجعيد وحسن دوش.
وفي موسم 64/1965م مرة أخرى يتواجه الوحدة والهلال ولكن هذه المرة على كأس سمو ولي العهد اللقاء كان في يوم الجمعة بتاريخ 26 مارس 1965م على ملعب الصبان بجدة وفي مباراة شهدت أحداثًا دراماتيكية، فبعد مرور 72 دقيقة وحين كانت النتيجة تشير إلى تقدم الهلال بأربعة أهداف (سجلها الكبش هدفين ومبارك العبدالكريم وزين العابدين) مقابل ثلاثة أهداف للوحدة (سجلها جميعاً محمد لمفون)، استطاع الوحدة ان يحرز هدف التعادل عن طريق لاعبه سعيد لبان واحتفل الواحداويون بالهدف ولكن الحكم عبدالله الكعكي تراجع عن احتساب الهدف بعد تشاوره مع حكم الراية، مما أدى إلى احتجاج لاعبي الوحدة ورفضهم استكمال اللقاء وبالتالي انتهت المباراة عند الدقيقة 75 بفوز الهلال إثر انسحاب الوحدة.
• الفيصل يتوج الفرسان
شهد موسم 66/1967م وصول فريقي الوحدة والاتفاق لنهائي الدوري العام على كأس جلالة الملك، ولأول مرة يلتقي الفريقان في نهائي الذهب الذي أقيم في ملعب الصايغ بالرياض وتحديدًا بيوم الجمعة في تاريخ 3 مارس 1967م وفي ملحمة كروية تُعدُّ من الأقوى في الستينات الميلادية، نجح فرسان مكة في إحراز اللقب بعد فوزهم على فارس الدهناء 2-0 سجلهما جميل فرج وعبدالله أبو يمن، وتوج الملك فيصل «طيَّب الله ثراه» فرسان مكة بالكأس، يذكر أن رئيس الوحدة آنذاك هو الشيخ عبدالله عريف «رحمه الله»، وتعد هذه المباراة هي أول نهائي يبث على الهواء مباشرة.
بعد هذه البطولة والإنجاز الكبير أدار الحظ ظهره للوحدة فخسر الوحدة في موسم 1969 / 1970م نهائيين أمام الأهلي، الأول على كأس الملك وانتهى للأهلي بنتيجة 2-0 والنهائي الثاني على كأس سمو ولي العهد وأنتهى أهلاوياً بفارق الركنيات 11-5، وعاد الوحدة للمحاولة مرة أخرى في موسم 1972 / 1973 م حين التقى مع النصر على كأس سمو ولي العهد ولكنه أيضاً خسر بنتيجة 2-1.
•معاناة الدرجة الأولى
هبط الوحدة للدرجة الأولى عدة مرات، ولكنه الفرسان كانوا دائماً يقاتلون للعودة، يذكر أن الوحدة حقق درع أندية الدرجة الأولى 4 مرات وصعد وصيفاً مرتين، وعلى صعيد الدوري الممتاز يظل موسم 2007م هو من أبرز مواسم الوحدة حين حصل على المركز الثالث بعد مستوى مميز قدمه الوحدة في مباريات المربع الذهبي.
وفي موسم 2011م وصل الوحدة إلى نهائي كأس ولي العهد بعد غياب 38 سنة عن المباريات النهائية، والتقى مع الهلال على أرض ملعب الشرائع بمكة المكرمة وعلى الرغم من الخسارة القاسية بنتيجة 5-0 لصالح الهلال، إلا أن وصول الوحدة للنهائي أنعش الآمال بإمكانية عودة الوحدة لمنصات الذهب.
وها نحن غداً نشهد نهائي جديد برعاية ملكية كريمة وكلنا أمل أن نشهد كرنفالًا رياضيًا يليق بهذا الحدث الكبير الذي ولأول مرة منذ 53 عامًا يكون أحد أطرافه فرسان مكة محملين بذكرياتهم مع الزعيم الهلالي الذي تمرس على انتزاع الألقاب.
