أخبار السعودية

ضاحية الحوية.. بُعدٌ تاريخي ونهضة عمرانية حديثة


حظيت ضاحية الحوية بأهمية كبيرة نظير دورها التاريخي والعمراني والجغرافي، فهي البوابة الشرقية لمنطقة مكة، وكانت مستقرًا للحكومة منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود -طيب الله ثراه-، فهي مصيف الملك عبدالعزيز ومخيمه الدائم عند قدومه إلى مكة كل عام، ليستريح فيها بعض الوقت قبيل ذهابه إلى مكة، مما زادها رفعةً ومكانةً.

وتصدرت ضاحية الحوية الدور السياسي والعسكري والاجتماعي والثقافي والرياضي، وتوسعت بها ملامح النهضة العمرانية والتعليمية واحتضنت بين بطاحها أول جامعة في محافظة الطائف تخدم منذ تأسيسها عام 19 /4/ 1425هـ الجانب التعليمي في واحدة من كبرى المناطق الجغرافية في المملكة ضمن سلسلة من الجامعات السعودية المنتشرة في جميع مناطق ومدن ومحافظات المملكة، إذ تبعد فروع جامعة الطائف عن المقر الرئيس أكثر من 350 كم، وتمثل الجامعة بيت الخبرة لما لها من دور ريادي في التأثير خارج أسوارها بمجتمع حيوي، واقتصاد مزدهر، ووطن طموح، كما تضم الحوية إلى جوار الجامعة مدينة الملك فهد الرياضية وبيتًا للشباب يمارس فيه مختلف الأنشطة الثقافية والرياضية التي تهم شريحة كبيرة من أفراد المجتمع.

كما يوجد فيها ميدان الملك خالد بن عبدالعزيز للفروسية، الذي يقيم السباق الصيفي السنوي على مدى أربعة أشهر يتبارى فيه المتنافسون على العديد من الكؤوس ومنها كأس الملك فيصل، وكأس الأمير عبدالله الفيصل وغيرهما، كما تضم ميدان الهجن الذي يقام به سنويًا مهرجان سباق ولي العهد للهجن بهدف تأصيل تراث رياضة سباقات الهجن، ويتنافس فيه مجموعة كبيرة من ملاك الهجن المحلية والدولية، فضلاً عن الحدائق والمتنزهات العامة ومن أشهرها حديقة الملك فيصل.

وتحتضن الحوية العديد من المدارس والمراكز الصحية الحكومية والمستشفيات الخاصة، إضافة إلى مطار الطائف، وهو مطار إقليمي ودولي، تزداد أهميته لقربه من مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، وتضم 13 حياً أشهرها حي سلطانة، والفيصلية، والمضباع، والدهاس، و الجوهرة، والوكرة، والمعترض.

ولاقت الحوية انتشاراً واسعاً في الأسواق الحديثة التي تلبي حاجات المتسوق من المواد الغذائية والملبوسات والإكسسوار والزينة بجميع أنواعها وأشكالها وصورها، وعودًا على الماضي القريب كانت الحوية تشتهر بسوق أسبوعي يعرف بسوق الجمعة يتوافد إلية جميع أطياف المجتمع لبيع وشراء المنتجات من السمن والعسل والإقط والقطران والمضير والتمر والحليب الأنعام بأنواعه والمشغولات الصوفية بكافة أشكالها، والعديد من المواشي في أقسام متعددة يرتادها الزائرون، عقب صلاة الفجر إلى قبيل النداء الأول لصلاة الجمعة.

وتعد الحوية – كما أوضح المهتم في التاريخ الدكتور منصور الدعجاني في حديثة لوكالة الأنباء السعودية “واس” – أكبر ضاحية في محافظة الطائف وتمتاز بواحاتها الخصبة ومياها العذبة ومزارعها وبساتينها، وشهدت العديد من الأحداث، لما لها من دور تاريخي، وهي بوابة الطائف من الجهة الشمالية؛ والجهة الشمالية الشرقية، ودارت بها معركة الحوية وهي من أهم معارك ضم الحجاز للحكم السعودي.

وتقع الحوية في رقعة ممتدة شمال شرق الطائف وتبعد عن وسط الطائف ما يقارب 28 كيلو مترًا على طريق الرياض، ومنها يفرع طريق مكة المكرمة للسيل الكبير باتجاه ميقات قرن المنازل، ويبلغ ارتفاعها عن مستوى سطح البحر 1370متراً، وسميت بهذا الاسم نسبة لوادي شهير شمال الطائف يقبل من اتجاه الغرب من جبال رحاب ويصب به عدة شعاب من القديرة والمضباع وغيرها، ولذلك سميت بالحوية لأنها تحتوي هذه الشعاب التي تمتد حتى تصب في وادي شرب جنوب غرب عكاظ.

ولقيت الحوية اهتمامًا واضحًا؛ طيلة مسيرتها، وحظيت في عهد الملك العزيز – طيب الله ثراه – بتأسيس مطار الحوية، حيث جهز المطار لاستقبال الملك عبدالعزيز في أول رحلة جوية لجلالته من عفيف إلى حوية الطائف وذلك في الخامس والعشرين من شوال سنة 1364هـ ، وأصبح مطار الحوية بعد ذلك يستقبل الطائرات الكبيرة والصغيرة، إضافة إلى إقلاع وهبوط رحلات البريد الجوي الداخلي بمعدل 3 رحلات أسبوعيًا.

وشهدت ضاحية الحوية العديد من جلسات مجلس الوزراء واستقبالات رؤساء الدول بعد أن شيد بها الملك سعود بن عبدالعزيز – رحمه الله- قصره، حيث تحول القصر في عام 2003 لجامعة الطائف، كما شهدت الحوية اجتماعًا للهيئة التنفيذية العليا لمشروع توسعة المسجد الحرام ( توسعة الملك عبدالعزيز)، و افتتاح أول خط هاتفي بين المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية؛ بحسب ما أفاد به الدكتور الدعجاني.