وقال الخبير الاقتصادي حسن الأحمري إن الاقتصاد السعودي ليس بمعزل عن أوضاع الاقتصاد العالمي لذلك قد يلحق استثمارات الأفراد في الأسهم بعض الضر تبعاً للتقلبات التي تعانيها الأسواق جراء الأحداث الجيوسياسية والاقتصادية المتسارعة. وأشار إلى أن التحدي الأكبر أمام المستثمرين وخاصة ممن يستثمرون في الأسهم المرتبطة بسوق الطاقة هو الحرب الروسية الأوكرانية واستمراريتها من عدمه، إلا أن قرارات أوبك + بقيادة المملكة كان لها الأثر البالغ في المحافظة قدر الإمكان على سعر توازني أكثر من جيد للنفط حتى في ظل الظروف الراهنة. وأضاف أن التحدي الآخر والذي لا يقل أهمية عن السابق هو استمرار معدلات التضخم في مناطق مرتفعة، واتخاذ معظم البنوك المركزية حول العالم قراراً برفع سعر الفائدة لمستويات لم نشهدها منذ عقود، مما ينبئ في المستقبل القريب ربما إلى منتصف ٢٠٢٤ بحدوث ركود يصفه العديد من الخبراء الاقتصاديين بأنه طبيعي وواقع لا محالة.
ارتفاع تكاليف التمويل
من جهته يرى الخبير في أسواق المال الدكتور صديق البلوشي: إن العائد من السوق المالية ينقسم إلى قسمين الأول الرأسمالي و الثاني العائد الإيرادي. وفي ظل الظروف الحالية يواجه المستثمر تحديات كثيرة منها ارتفاع التضخم والذي ساهم في ارتفاع تكاليف المعيشة بشكل عام ، وأصبحت دورة الدخل والإنفاق بالنسبة للقطاع العائلي في الاقتصاد تتحرك ببطء شديد، لصعوبة استثمار كل الفائض في قنوات استثمارية لرفع معدلات الدخل. ومع ارتفاع التضخم الناتج عن ارتفاع تكاليف الإنتاج لجأت كثير من الكيانات الاستثمارية إلى تمويل نفسها عبر إصدار سندات أو أخذ قروض مباشرة، وفي ظل ارتفاع أسعار الفائدة تصبح تكلفة التمويل مرتفعة مما يطلب إيجاد قنوات استثمارية ذات دخل عالي لتغطية تكلفة التمويل مع هامش ربح يغطي المصاريف.
كما لجأ الأفراد إلى التمويل الشخصي بتكلفة عالية لتغطية تكاليف المعيشة المرتفعة. وفي هذه الظروف يواجه المستثمر الفردي والمؤسسي تكاليف العائد على الاستثمار المالي بشكل عام، ومع ارتفاع الفائدة أصبحت تكلفة الفرصة البديلة لهم في الأسهم عالية التكلفة وأكثر مخاطرة، وفيما نجد العائد على السهمين 2-4%، فإن مخاطره أعلى من العائد على الودائع الذي قرب من متوسط 6-7%. ووفق هذه المعطيات فإن تكلفة الاستثمار في أسواق الأسهم أعلى من الاستثمار في السندات عموماً من حيث العائد والمخاطرة. كما ستنخفض السيولة تدريجياً في سوق الأسهم لصالح السندات والودائع الأكثر أماناً و ذات العائد الأفضل محذراً في الوقت نفسه من المضاربة بسوق الأسهم. وتوقع تراجع عوائد الشركات العام الجاري لارتفاع تكاليف المنتج وتراجع دخل المستهلك لاسيما مع قرب شهر رمضان والعيد، حيث تزداد تكاليف المعيشة مع احتياجات الشهر الكريم في ظل ارتفاع التضخم الاستهلاكي إلى مستويات 4% خلال الشهر القادم إلى موسم الحج.
تحديات سوق الأسهم في 2023
– ارتفاع التضخم العالمي.
– زيادة التوتر السياسي.
– رفع الفيدرالي الأمريكي للفائدة لمستويات قياسية.
– مخاوف من حدوث ركود منتصف 2023.
– ارتفاع كلفة الاستثمار في الأسهم.