وأضاف سموه: “نتطلع إلى سباق ممتع آخر في عطلة نهاية الأسبوع لسباق هذا العام بعد شهر واحد من الآن، واصلنا العمل بعد السباقين الماضيين، لتعزيز تجربة الجمهور وجعل زيارتهم أكثر متعة ليحظى الآلاف ممن يحضرون السباق بتجربة غير مسبوقة وتلائم الجميع في حلبة كورنيش جدة، سواء في إثارة السباق على أسرع حلبة شوارع في العالم، إلى مناطق الجمهور الملائمة لجميع أفراد الأسرة، وأيضاً برنامج الحفلات الموسيقية عالمية المستوى”.
وستستضيف حلبة كورنيش جدة الجولة الثانية من بطولة العالم للفورمولا 1 لهذا العام، إذ يعد السباق الثالث على الحلبة المذهلة خلال أقل من 16 شهراً فقط، امتداداً للشراكة طويلة الأمد بين المملكة العربية السعودية والفورمولا 1 والتي بدأت برعاية طيران السعودية لفريق ويليامز في العام 1978، وصولاً لاستضافة سباق الجائزة الكبرى، وتتواصل هذه المسيرة لصناعة مستقبل واعد بخطط طموحة للارتقاء بقطاع رياضة المحركات في المملكة العربية السعودية.
وأكمل صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان العبدالله الفيصل: “كان يمتكلني الفخر عندما كنت صغيراً عند رؤية اسم شركة سعودية في رياضة عالمية مرموقة مثل الفورمولا 1. توثقت العلاقة بين طيران السعودية وفريق ويليامز حتى استضافتنا سباق الفورمولا 1 والآن نرى المزيد من الشركات السعودية تشارك مع الفورمولا 1، مثل أرامكو مع أستون مارتن ونيوم مع ماكلارين. وفي المستقبل، أتوقع أن تذدهر هذه العلاقة لتلعب دوراً أكبر حتى نتمكن من تأسيس فريقاً سعودياً خاصاُ في الفورمولا 1، أو سائق سعودي للفورمولا 1 في المستقبل”.
قبل شهر واحد من انطلاق سباق جائزة السعودية الكبرى stc للفورمولا 1 لعام 2023… كيف يتم التخطيط للنسخة الثالثة من هذا السباق؟ وما الذي يمكن أن يتوقعه الجمهور؟
أعددنا كل العدة لتقديم عطلة نهاية أسبوع أخرى لا تنسى، فإلى جانب الحدث الرئيسي، سنستضيف أيضاً سباقات للدعم من الفورمولا 2 وتحدي بورشه سبرنت الشرق الأوسط، وعرض نادي السيارات الخارقة السعودي. وفيما نسعى دائماً إلى تعزيز تجربة الجمهور في حلبة كورنيش جدة، ستكون مناطق الجمهور هذا العام أكبر وأفضل، وستضم مجموعة كبيرة من الأنشطة الترفيهية التي تلائم جميع أفراد العائلة، إلى جانب برنامج مميز للحفلات الموسيقية والتي تستقطب هذا العام نخبة من ألمع نجوم الموسيقى والغناء في العالم مثل كالفين هاريس وترافيس سكوت ودي جي أفروجاك والنجم المصري أحمد سعد.
دائماً ما تكون توقعات جمهور حلبة كورنيش جدة عالية، وقد تعلمنا الكثير في أول سباقين حول كيفية تحسين تجربتهم وجعلها أكثر متعة. لذلك عندما يحضرون سباق جائزة السعودية الكبرى stc للفورمولا 1 لهذا العام، لن يعيشوا فقط تجربة إثارة السباق، بل أيضاً حدثاً رياضياً ترفييهياً متكاملاً على مدار ثلاثة أيام من البهجة والترفيه والإثارة.
في البداية، كانت النية لبناء حلبة كورنيش جدة كموقع مؤقت لفترة قصيرة، والأن تبدو وكأنها موقع دائم. ما مدى أهمية الحلبة باعتبارها جزءً رئيسياً من البنية التحتية للمدينة؟
بالتأكيد تحمل أهمية كبيرة، ندرك جميعاً أن هذا السباق سينتقل إلى مكان مختلف في المستقبل، لكننا استثمرنا كثيراً في هذه المنطقة من الكورنيش، ولدينا شعور وكأنها منشأة دائمة، يمكن أن تستمر على المدى الطويل، هذا المسار مذهل وسيكون من الصعب مغادرة جدة ما لم نتمكن من تقديم تجربة سباق أفضل للسائقين والجمهور.
ينطبق الأمر ذاته عند استضافتنا لأي حدث آخر في رياضة المحركات، سواءً كانت فورمولا إي أو رالي داكار السعودية أو إكستريم إي، حيث نستثمر بشكل كبير ويجب أن يقدم الحدث تجربة مذهلة للجميع.
ما مدى أهمية سباق الفورمولا 1 من ناحية إرثه لمدينة جدة والمملكة العربية السعودية بشكل عام؟
تعتبر الفورمولا 1 حدثاً عالمياً يحظى بأهمية كبيرة بالنسبة لنا. وقد حققت المدينة استفادة واسعة جراء ذلك، فعلى سبيل المثال، الموقع الرائع للأرض التي بنيت عليها الحلبة على شاطئ البحر الأحمر، حيث عملنا على تطوير المنطقة المحيطة بها، لتحفل هذه المنطقة الآن بمنطقة للمارينا، ومنطقة الكورنيش التي تحتضن العديد من المطاعم والمقاهي وأصبحت متنفساً للمجتمع، وهذا بعض من الإرث الذي نقدمه لمدينة جدة.
كما تواصلت مساعينا أيضاً لإلهام الشباب والمجتمع المحلي والشركات السعودية وتمكينهم ليكونوا جزءاً من هذا التحول الرائع، الأمر الذي أسهم في توفير الكثير من الوظائف حيث يعمل الكثيرين اليوم في مشروع الفورمولا 1.
كما أسسنا شركة رياضة المحركات السعودية لإدارة وتنظيم هذه الأحداث العالمية الكبرى مثل الفورمولا 1، وبما يواكب مستهدفات رؤية المملكة 2030، والرامية إلى إلهام الناس وفتح المجال أمامهم للتعرف على آفاق وظيفية جديدة. فنحن نسعى إلى إلهام المزيد من الشباب للانخراط في مسارات وظيفية ليكونوا مهندسين، ومديرين للفرق، كما نستهدف جذب الشركات إلى رياضة المحركات، ليكون لدينا مركبات يتم تصنيعها هنا، واستقطاب المزيد من الناس إلى هذا القطاع. يعود كل ذلك إلى حلبة كورنيش جدة واستضافة سباق الفورمولا 1، وهذا هو الإرث الدائم الذي أنشأناه.
من المنصف أن نقول إن العلاقة بين الفورمولا 1 والمملكة العربية السعودية بدأت منذ أكثر من 40 عاماً – هل ألهمك ذلك في حينها؟
نحفل بتاريخ طويل مع رياضة المحركات، حيث كانت المملكة العربية السعودية أول دولة في منطقة الشرق الأوسط تشارك في الفورمولا 1.
ويعود تاريخها إلى اتفاقية الرعاية مع ويليامز في العام 1978، وبالفعل، أتذكر عندما كنت صغيراً جداً، وانا أشاهد الفورمولا 1 وأرى شعار طيران السعودية على سيارات فريق ويليامز، لقد كان ذلك مصدر إلهام لي وكان ذلك أحد العوامل التي جذبتني إلى رياضة المحركات.
في ذلك الوقت، انتابني شعور بالفخر الكبير عند رؤية وطني واسم شركة سعودية في حدث عالمي مرموق مثل الفورمولا 1.
وهذا ما ألهمني للعمل عن كثب مع الفورمولا 1 ويسعدني أن أرى التقدم الكبير في هذه الرحلة على مدى السنوات الأربعين الماضية. هذا الإرث الذي أوصلنا لاستضافة السباق قد يتوسع يوماً ما ليصبح لدينا فريق سعودي خاص للفورمولا 1. واليوم نرى المزيد من الشركات السعودية التي تتعاون مع الفورمولا 1 وفرق مثل أرامكو مع فريق أستون مارتن ونيوم مع فريق ماكلارين، لذا أتوقع أن تنمو علاقتنا لتلعب دوراً أكبر في المستقبل.
هل تعتقد أن سباق جائزة السعودية الكبرى stc للفورمولا 1 يمكن أن يسهم في إلهام جيل الشباب في المملكة العربية السعودية للعمل في قطاع رياضة المحركات، تماماً كما حدث معك؟
نعم بالفعل، فهذا الأمر بدأ معي مع سيارة فريق ويليامز عام 1978، أما بالنسبة لأي شخص قادم إلى حلبة كورنيش جدة لمشاهدة السباق، فأعتقد أن رؤيتهم للسيارات والسائقين عن قرب، يمكن أن يمنحهم الدافع ليكونوا ضمن فريق المارشال، أو ميكانيكيين أو مهندسين، أو عضواً في الفريق الطبي، أو اللجنة المنظمة، وربما سائقين يوماً ما.
بالتأكيد إن استضافة سباق الفورمولا 1 والسماح للناس بالاقتراب خلف الكواليس والتعرّف عن قرب على الحدث، سيكون له تأثير كبير عليهم، ويتطلع الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية وشركة رياضة المحركات السعودية في الاستفادة من ذلك وبما يتماشى مع خططنا للمستقبل.
ما هي خططكم طويلة المدى لتطوير قطاع رياضة المحركات في المملكة، ما هي رؤيتكم؟
نستثمر حالياً في حلبات السباق الجديدة والبنية التحتية الكبيرة والمدن الجديدة، كما نفتتح مصانع جديدة لشركة “سير” و”لوسيد”، إلى جانب شراكات مع نيوم وماكلارين، حيث نسعى إلى ترسيخ مكانة المملكة العربية السعودية كمركز لرياضة المحركات والمساعدة في جذب الفرق لفتح منشآت هنا وهذا سيفيد شركاتنا الكبرى، مثل أرامكو. بدأنا في العام 1978 برعاية فريق، والآن نحتاج إلى النظر في الخطوات التالية وهي مشروع مشترك أو شراكة.
تنطوي رؤيتنا على تطوير التكنولوجيا في المدارس وتزويد الشركات المصنعة بالمواد وأجزاء البناء، بحيث يمكن تجميع السيارات هنا. كما يمكن أن يكون استثماراً في الوقود الاصطناعي أو الوقود الحيوي أو حتى الهيدروجين أو التقنيات الأخرى التي يمكننا المساعدة بها في المستقبل.
كما نسعى أيضاً أن يكون لدينا بطلاً سعودياً، سائق قادر على الفوز في سباقات دولية. لدينا اهتمام كبير برياضة المحركات ونعمل وفق خطط كبيرة ونريد المساهمة من خلال لعب دور فاعل في مستقبل هذه الرياضة، وفي غضون 10 إلى 20 عاماً من الآن، نأمل أن نرى مشاركة المملكة والشركات السعودية والمزيد من الأشخاص في الفورمولا 1.
أخيراً، ماذا تقول لمن لم يحصل بعد على تذكرة سباق جائزة السعودية الكبرى stc للفورمولا 1 لهذا العام؟
لن تجد أي مكان آخر يجمع أفضل سائقي العالم في منافسة مباشرة مثل هذا السباق المثير. فالسباق يجمع أبطالاً كبار مثل لويس هاميلتون الذي يطمح إلى تسجيل رقم قياسي بتحقيق لقبه الثامن لبطولة العالم وتخطي مايكل شوماخر. وأيضاً الشاب الطموح والمتعطش للانتصارات ماكس فيرشتابين، والذي يسعى إلى بناء مسيرته الاحترافية وتحقيق المزيد من الإنجازات ومنافسة هاميلتون كأفضل سائق في هذه الرياضة. لكن الأمر لا يتعلق بهما فقط، بل إن مستوى الالتزام من جميع السائقين العشرين وفرقهم العشرة مذهل.
نمنحكم فرصة مثالية لتكونوا جزءً من أحد أكثر الرياضات إثارة وشعبية في العالم في الوقت الحالي. يمكن لزوار جدة أيضاً الاستمتاع بالحفلات الموسيقية والفعاليات الترفيهية ومناطق الجمهور للفورمولا 1 واستكشاف المدينة والمطاعم والفنادق على الكورنيش الخلاب. وإلى جانب ذلك، فحلبة كورنيش جدة هي أطول وأسرع حلبة شوارع في الفورمولا 1 وهناك دائماً الكثير من الإثارة على المسار، لذا أدعوكم لعدم تفويت هذا الحدث الهام.