وجاء إجمالي الإنفاق أعلى بنسبة 90 في المئة من الرقم القياسي السابق (430 مليون جنيه إسترليني في 2018) وثلاثة أضعاف ما كان عليه في النافذة الشتوية السابقة. كما سجلت أندية الدوري الممتاز رقماً قياسياً لصافي نفقات الانتقال خلال النافذة الشتوية بلغت 720 مليون جنيه إسترليني. مع دمج الرقم القياسي البالغ 1.9 مليار جنيه إسترليني الذي تم إنفاقه خلال فترة الانتقالات الصيفية، فقد أنفقت أندية الدوري الممتاز 2.8 مليار جنيه إسترليني خلال موسم 2022-23، وهو أعلى مبلغ على الإطلاق. وشكّل ايضًا إنفاق أندية البرميرليغ في اليوم الاخير بقيمة 275 مليون جنيه إسترليني رقماً قياسياً جديداً في النافذة الشتوية.
واستحوذت خمسة من أفضل ستة أندية أصحاب الدخل المرتفع على أكثر من نصف إجمالي الإنفاق، وكان تشلسي منخرطاً في أكثر من ثلث إجمالي نفقات الدوري. ويأتي الإنفاق الضخم لاندية بريميرليغ بالتوازي مع تسجيل إيرادات قياسية لحقوق البث للدوري بين 2022-2025.
وللمرة الأولى، تجاوزت مبيعات حقوق البث التلفزيوني الدولية الرقم الذي يستحوذه السوق المحلي في المملكة المتحدة، مما رفع إجمالي المبيعات إلى أكثر من 10 مليارات جنيه إسترليني على مدار ثلاث سنوات.
وتخطت أندية الدوري منافسيها الأوروبيين، وشكلت 79 في المئة من إجمالي الإنفاق في البطولات الخمس الكبرى خلال هذا الشهر – وهي أعلى نسبة على الاطلاق.
وانخفض الإنفاق على الانتقالات في باقي الدوريات الكبرى في أوروبا من 396 مليون يورو في نافذة كانون الثاني/يناير 2022 إلى 255 مليون يورو. واتهم رئيس رابطة الدوري الإسباني خافيير تيباس غالبية أندية الدوري الممتاز بـ “المنشطات الاقتصادية”. وغرّد “نقرأ عن قوة الدوري الممتاز لكن الأمر ليس كذلك. إنها مسابقة مبنية على أندية تتكبد خسائر بالملايين”.
سباق على المواهب
وقال تيم بريدج، الشريك الرئيسي في مجموعة الأعمال الرياضية التابعة لشركة ديلويت، إن إنفاق الدوري الإنكليزي “تجاوز أي شيء رأيناه من قبل”. وقال “إنه مؤشر واضح على أن استمالة المواهب تمثل جوهر استراتيجيات عمل أندية الدوري الإنكليزي”. وتابع “من خلال تأمين أفضل المواهب المتاحة، تأمل الأندية في تحسين النتائج على أرض الملعب، والتي بدورها ستعزز جاذبية الدوري الإنكليزي وتوطد مكانته في صدارة كرة القدم العالمية”.
إلا انّ بريدج حذر من وجود توازن جيد بين إعطاء الأولوية للنجاح على أرض الملعب والحفاظ على الاستدامة المالية وتسليط الضوء أيضًا على نقص الأعمال المحلية.
تم توجيه أكثر من 85 بالمئة من إجمالي إنفاق أندية الدوري نحو ضمّ لاعبين يلعبون خارج المملكة المتحدة. وقال بريدج إن التراجع سيكون مصدر قلق للاندية المتدنية في إنكلترا ويمكن أن يزيد الجدل حول توزيع أكثر عدالة للأموال. وذكر كالوم روس، مساعد المدير في مجموعة الاعمال الرياضية، أن العديد من الأندية في جميع أنحاء أوروبا باعت مواهب قيّمة لأنها سعت إلى إعطاء الأولوية للاستقرار المالي. وتابع “كانت بقية البطولات الخمس الكبرى في أوروبا أكثر هدوءا، ومن المحتمل أنها تأثرت بالنمو السلبي في حقوق البث في السنوات الأخيرة، بينما في الوقت نفسه، لا تزال بعض الأندية الأوروبية تتعافى من تداعيات الجائحة”.