أخبار السعودية

الإتي السوبر.. العودة إلى طريق الأمجاد


بعد خمس سنوات من الغياب عن البطولات، لم تعتادها جماهير الاتحاد، عاد العميد ببطولة سوبر، ظهرت ملامحها بالأداء السوبر أمام النصر، يومها قدم النمور عربون البطولة، وبالفعل كانت أمام الفيحاء بثنائية نظيفة، جسدت مقولة مدرب الاتحاد نون سانتو في مؤتمره الصحفي قبل المباراة، «إن البطولات تكسب ولا تلعب»، وعلى هذا النحو كان العميد مع مدربه العبقري سانتو. ولأن البطولات لا تأتي عبثًا، «فإن ليال العيد تبان من عصاريها»، فالاتحاد الذي خسر الدوري الموسم الماضي، والذي كان الأقرب والمتوج قبل المنصة، حددت إدارته برئاسة أنمار الحائلي أهم أسباب الخلل، وهي تخبطات المدرب كوزمين كونترا أثناء التوقف، فتعاقدت مع المدرب العالمي نونو سانتو وبعد أن خطفته من البريمييرليج لتدريب العميد، ومن هنا بدأت رحلة العمل الجاد. سانتو جلب معه فريق عمل متميز، فثمة مدرب لياقة بدنية حاصل على لقب أفضل معد بدني في الدوري الانجليزي، ومع انطلاقة الدوري ظهر الاتحاد بهوية فنية، فريق منظم ومنضبط، ومن الصعوبة هز شباكه، بانضباط تكتيكي لافت، وتعالت بعض الانتقادات، ولم يعبأ بها المدرب ووجد دعمًا من إدارة العميد. التعاقدات كانت محدودة، جاءوا بالدولي المصري طارق حامد لتدعيم الوسط، وجلب المدرب معه هيلدر كوستا (غير مقنع حتى الآن)، وأما محليًا وفي هدوء، تمكن الاتحاديون حسم صفقة الواعد زكريا هوساوي الذي سجل نجاحًا باهرًا رغم صغر سنه، ومن قبله مع لاعب الفيحاء أحمد بامسعود، وقبلهم جميعًا الدولي أحمد شراحيلي الذي تعاقد معه العميد الموسم الماضي وبدا المشوار هذا الموسم. نقطة هامة تسجل لنونو سانتو وهي منح الفرص للاعبين الشباب، لتوفير دكة بدلاء، خاصة ان الاتحاد يفقتدها، فمنح الفرصة لزكريا هوساوي ومعه عوض الناشري ومروان الصحفي وسويلم المنهالي، وفي ذلك بناء لمستقبل العميد، مما يشير أن المدرب يعمل على عدة محاور حالية ومستقبلية، ويؤكد أن اختيار إدارة الاتحاد بالتعاقد معه كان موفقًا. ليلة الفرح الاتحادية تجلى فيها عريس الحفل، الهداف عبدالرزاق حمدالله الذي خطف الألقاب أفضل لاعب، والهداف، بعد أن نجح في تسجيل هدفي الفوز، وهدفه الأول سهل المهمة، والثاني كان تعزيزًا وتأكيدًا. حمدالله الذي جاء للاتحاد وسط أجواء مشحونة، وضغوط وشكاوى متعددة من ناديه السابق النصر، إلا أنه تفوق عليها، بتسجيل الأهداف والمساهمة في عودة العميد للذهب، ومازال لديه المزيد. القائد حجازي.. منذ اعتزال قائد الفريق الاتحادي الأسطوري محمد نور، والفريق دون قائد ميداني مؤثر، حتى جاء الحاجز أحمد حجازي، تقلد شارة القيادة، وطبقها عمليًا على أرض الميدان، ولعل احتضانات نونو سانتو لحجازي يؤكد على الدور الذي يقوم الدولي المصري المتشرب للاحتراف في الملاعب الأوروبية. وكان لحجازي أدوار متعددة داخل الملعب وخارجه، كنجم يملك كاريزما القيادة ويقدره زملاؤه، حتى دوره الدفاعي يتجاوزه لتسجيل الأهداف الحاسمة وفي مباريات هامة . في هذا الموسم لم يسجل رومارينهو حضوره المعتاد، لكنه في ساعة الجد يظهر انه لاعب يساوي وزنه ذهب، فأمام النصر في المباراة المصيرية، سجل هدفًا وصنع هدفين، حسم بهم العميد المواجهة الأهم في بطولة السوبر، ويملك رومارينهو سجلًا مميزًا في جميع مواجهات النصر، فهو المتخصص في التسجيل، ولا يترك مباراة مع النصر إلا وضع بصمته عليها. جروهي.. الحارس الاتحادي العملاق الذي بكى بحرقة في الموسم الماضي بعد مباراة الباطن، كان سببًا مباشرًا في عودة الاتحاد إلى سكة البطولات، كما أن مستوياته في الدروي جعلته يخرج بأكبر رصيد «كلين شين» بشباك نظيفة، فضلا عن أنه قاد الاتحاد إلى التأهلي إلى ربع نهائي كأس الملك في مباراة الشباب بتصدياته الرائعة، في المباراة وفي ركلات الترجيح. جروهي.. مصدر الأمان لفريق الاتحاد، ونجحت إدارة الاتحاد في التوقيع معه، وضعت حدًا للعروض البرازيلية لاستعادته. كورنادو الذي غاب، عاد في الوقت المهم بتوظيف مثالي وصناعة أهداف. أطراف الاتحاد يتناوب عليها الثنائي عبدالعزيز البيشي وعبدالرحمن العبود. وظهيرا الجنب، المتألق صاحب المستويات اللافتة مهند الشنقيطي والقادم بقوة زكريا هوساوي. خلاصة إدارة الاتحاد نجحت حينما تعلمت من أخطاء الموسم الماضي، وبدأت بالتعاقد مع مدرب متمكن وتركته يعمل، وكأس السوبر هو بداية العودة للأمجاد بشرط الاستمرارية في العمل الجاد والمنظم.