أخبار السعودية

«العُلا 2025».. سياحة التَّاريخ والفن المعاصر


بمعالمها الطبيعيَّة والأثريَّة السَّاحرة، وتاريخها العريق، وجبالها، وصخورها، وأجوائها الحالمة، باتت مدينةُ العُلا وجهةً جاذبةً للسِّياحة والاستمتاع، ليس فقط لسكَّان المملكة والدُّول المجاورة، بل حتَّى لعشَّاق وهواة السِّياحة والآثار من أوروبا، ومختلف دول العالم. وساهم الاهتمام اللامحدود من الجهات الرسميَّة في لفت الأنظار لهذه المدينة الجميلة، حيث الفعاليَّات السياحيَّة والتَّاريخيَّة والثقافيَّة والترفيهيَّة والرِّياضيَّة، والتي تُقام على مدار أيام العام، مستقطبةً العائلات والأفراد؛ ليعيشوا في أجواء الطبيعة الرَّائعة، وعبقها الفوَّاح.تاريخ عريق

وتعود طبيعة العُلا، بما تضمُّه من جبال وصخور وآثار إلى آلاف السِّنين، مجسِّدةً ماضيًا حافلًا بالحضارات والأمجاد، فالصخور في العُلا ليست مجرَّد شواهد صامتة على الماضي، بل هي حكايات نُقشت بحروف الزَّمن، تروي عن عوالم مفقودة، ومحيطات اندثرت، وأسرار الأرض القديمة.

وصخرة جبل الفيل الشَّهيرة في المنطقة، سُمِّيت بهذا الاسم، نسبةً إلى أنَّها تشبه رأس فيل، ويتميَّز هذا الموقع بجمال طبيعته السَّاحرة، ويُعدُّ جاذبًا لعشَّاق التراث للتأمُّل والتقاط الصور التذكاريَّة.

وتُعدُّ منطقةُ الطنطورة واحدةً من المناطق الأثريَّة الهامَّة في العُلا، وتضم العديد من البيوت التراثيَّة القديمة، التي تعود إلى القرن الثامن عشر.

ويمكن للزَّائرين الاستمتاع بجولة مشي على الأقدام؛ لاستكشاف هذه المنطقة التاريخيَّة والاستمتاع بجمالها الفريد، حيث بُنيت في الماضي على هيئة هرم لمعرفة أوقات فصول السَّنة.

وفيها تُقام العديد من الفعاليَّات الفنيَّة، ومنها مهرجان «شتاء طنطورة»، والذي يُقام سنويًّا، ويسلِّط الضوء على ما تحتضنه أرضُ الحضارات من تاريخ عريق، وثقافة غنيَّة، ومعالم إبداعيَّة إلى جانب المشهد الموسيقي المزدهر، وفنون الطَّهي المتنوِّعة.

ويستوحي المهرجان اسمه من الطنطورة، السَّاعة الشمسيَّة التراثيَّة في قلب البلدة القديمة، حيث اعتاد السكَّان التجمُّع منذ قرون لتحديد بداية موسم الزِّراعة.

ليالٍ موسيقيَّة وغنائيَّة

ووسط أجواء العُلا الزَّاهية، وفي مواقع متعدِّدة، منها مسرح مرايا، ذو التصميم البديع، تُقام العديد من المهرجانات والحفلات الموسيقيَّة والغنائيَّة، بمشاركة فنَّانين سعوديِّين، ومن مختلف أنحاء العالم، وقبل أيام أُقيم حفل للموسيقي العالمي «بوتشيلي»، وتحيي المطربة اللبنانيَّة ماجدة الرومي حفلًا يوم 14 فبراير الجاري، وحفل للمغنِّي ماجد المهندس 21 فبراير، وهناك فعاليَّة «أنغام النُّجوم» التي تمتزج فيها أنغام الموسيقى مع علوم الفلك، وعراقة التراث.

وفي حي الجديدة للفنون، تُقام الكثير من الفعاليَّات الفنيَّة، فهو عبارة عن ملتقى ثقافيٍّ وإبداعيٍّ يستضيف المعارض الفنيَّة والمحليَّة والعالميَّة على مدار العام، وتزيِّن اللَّوحات الجداريَّة والأعمال الفنيَّة ساحات وشوارع الحي.

وفي سينما الجديدة، لقاء مع الفنان المعاصر «أيمن زيدان» ومشروعه الفنِّي الجديد «إلى النُّسور»، الذي يمزج بين تاريخ العُلا العريق، وخيبر، والخيال بأسلوب فنِّي فريد، ضمن مهرجان «فنون العُلا» من 29 يناير- 27 فبراير 2025.

ومن الفعاليات المتنوِّعة التي تُقام بالعُلا، مهرجان الممالك القديمة، وسباق درب العُلا، وبطولة كأس الفرسان للقدرة والتحمُّل، وغيرها الكثير الكثير.

«موريسون» عاشقةُ الإبل

وتخوض المستكشفة البريطانيَّة مقدِّمة البرامج التلفزيونيَّة أليس موريسون، مغامرةً تاريخيَّةً لعبور المملكة، سيرًا على الأقدام من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب – إلى العُلا، حيث ستقطع مسافة 2500 كلم، برفقة مرشدين محليِّين مع الإبل، مُجتازةً صحارى المملكة الشَّاسعة، وواحاتها الغنَّاء وجبالها الشاهقة.

وخلال رحلتها زارت موريسون قبل أيام البلدة القديمة في العُلا، وتجوَّلت في أزقتها التاريخيَّة، مكتشفةً قصصها العريقة، وأعربت عن إعجابها العميق بسحر العُلا وبجمال طبيعتها، وتحدَّثت موريسون عن مدى ارتباط المجتمع السعودي بالإبل، التي تُعدُّ جزءًا أصيلًا من تاريخهم وهويتهم، وهو ما دفعها إلى اصطحابها في رحلتها، مبيِّنةً أنَّها وجدت في هذه الحيوانات رفقةً مميَّزةً.