أجهزة مطورة للمساعدة الافتراضية على المحادثة والتأليف… وجوانب جديدة لصناعات المركبات الكهربائية
رحّبوا بالنسخ المحسّنة من مساعدي الذكاء الصناعي وامضوا قدماً نحو الاشتراك في تطبيقات ومنصات تواصل جديدة تتجاوز المنصات المشهورة مثل «تويتر»… كلّ عام؛ نتطلّع إلى معرفة أحدث صيحات التقنية لنتنبّأ بما سيؤثّر على حياتنا منها وما سيتلاشى دون أن نشعر.
مساعدون افتراضيون
نقدّم لكم في ما يلي لائحة بالتطوّرات التقنية التي ستجتاح حياتنا في عام 2023:
* مساعدون افتراضيون ماهرون في المحادثة: صُعق المتبنّون الأوائل لمثل هذه التقنيات من الذين ذُهلوا بالمهارات اللغوية التي يتمتّع بها روبوت المحادثة «تشات جي بي تي ( ChatGPT )»، سريعاً بالأخطاء التي قد يرتكبها؛ لا سيّما في معادلات حسابية بسيطة. ولكن خبراء الذكاء الصناعي يؤكّدون أن الشركات ستعمد هذا العام إلى تحسين مواطن القوى لدى هذه الروبوتات بواسطة أدواتٍ تبسّط الطريقة التي نكتب ونقرأ بها النصوص.
من المرجّح أن نشهد خلال العام الجديد ميلاد روبوت محادثة يعمل باحثاً مساعداً. تخيّلوا أنّكم تكتبون ورقةً بحثية وتريدون إضافة بعض الحقائق التاريخية عن الحرب العالمية الثانية. يمكنكم مثلاً أن تشاركوا مستند يضمّ 100 صفحة مع الروبوت وأن تطلبوا منه تلخيص نقاطها الأساسية المرتبطة بجانب معيّن في الحرب. عندها؛ سيقرأ الروبوت المستند وسيكتب لكم الملخّص.
يقول يواف شوهام؛ الأستاذ الفخري في جامعة ستانفورد والمشارك في تقرير «إي آي إندكس» السنوي الذي يتناول تطوّر الذكاء الصناعي: «إذا كنتم ترغبون في إغناء كتاباتكم بحقيقة تاريخية ما، فلن تحتاجوا إلى البحث في شبكة الإنترنت للعثور عليها؛ لأنّها ستكون على بُعد نقرة واحدة منكم».
ولكنّ هذا الأمر لا يعني أنّنا سنرى دفقاً من تطبيقات الذكاء الصناعي المستقلّة في عام 2023، بل سنتعامل على الأرجح مع تحسينات وإضافات لغوية آلية سيتضمّنها كثير من الأدوات التي نستخدمها اليوم.
من جهته؛ عدّ روان كورّان، محلّل التقنية في شركة «فوريستر»، أن التطبيقات مثل «مايكروسوفت وورد» و«غوغل شيتس»، ستصبح قريباً مجهّزة بأدوات ذكاء صناعي هدفها تسهيل عمل النّاس.
مركبات كهربائية
* سطوع نجم المركبات الكهربائية. ومن أبرز الملامح التقنية هذا العام:
– تدوير البطارية: مع تنامي مبيعات السيارات والشاحنات الكهربائية، يستعر السباق لإعادة تدوير بطاريات الأيون ليثيوم؛ إلا إنّ القليل منها فقط سيكون قابلاً لإعادة الاستخدام خلال 10 سنوات أو أكثر.
– شاحنات البريد: في خطوة رابحة لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، أعلنت الخدمة البريدية للولايات المتحدة أنّها تعتزم إنفاق نحو 10 مليارات دولار لتأسيس أكبر أسطولٍ من الشاحنات الكهربائية المخصصة لتوصيل البريد في البلاد.
– مزيد من الانتشار: قفزت مبيعات السيارات العاملة بالبطارية الكهربائية في الولايات المتحدة بنسبة 70 في المائة خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الماضي؛ خصوصاً أنّ المستخدمين غير الميسورين يميلون إلى الاستثمار في السيارات الكهربائية لتوفير مصاريف الوقود.
– قوانين تشجيع الاستثمارات في مجال العربات الكهربائية:
* ظهور موديلات متنوعة من السيارات الكهربائية: حافظت «تسلا» على صدارتها لمبيعات المركبات الكهربائية في 2022، لكنّ العام الجديد قد يكون نقطة تحوّلٍ لهذه الصناعة. فقد انخفضت قيمة أسهم «تسلا» في الفترة الأخيرة، وتلقّت العلامة التجارية ضربة قاصمة منذ استحواذ إيلون ماسك على «تويتر». في الوقت نفسه؛ تشهد سوق العربات الكهربائية استعاراً في المنافسة مع زيادة صناع العربات الكهربائية، مثل «فورد موتور» و«كيا»، و«جنرال موتورز»، و«أودي»، و«ريفيان»، إنتاجها في هذا المجال.
من جهتها؛ كشفت «تسلا» في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي عن أنّها تعتزم فتح تصميم واصل الشحن الخاص بها ليصبح قابلاً للاستخدام مع سيّارات كهربائية أخرى، مما سيتيح لسائقي أنواع أخرى من السيارات إعادة شحن بطارياتهم في محطّات «تسلا» المخصصة للشحن والتي تعرف بغزارة إنتاجها مقارنة بمصادر الشحن الأخرى.
علاوةً على ذلك؛ صادقت ولايتا كاليفورنيا ونيويورك على قانون يحظر مبيعات السيارات العاملة بالوقود بحلول عام 2035، مما سيؤدي، دون شكّ، إلى توسّع صناعة السيارات الكهربائية وتجاوزها سيطرة العلامة التجارية الواحدة.
تقنيات الواقع الافتراضي
* الواقع الافتراضي أو ما يُعرف بـ«ميتافيرس»: عملت شركات التقنية في جزء كبير من العقد الماضي على الترويج لإكسسوارات الواقع الافتراضي مثل «كويست2» و«HTC فايف» و«سوني بلاي ستيشن في آر» للألعاب الإلكترونية. اليوم؛ ومع تطوّر هذه التقنية لتصبح أكثر قوّة ولاسلكية، تعد الشركات بأنّ هذه الإكسسوارات ستعيد أخيراً تشكيل حياتنا بطريقة تشبه التغيير الذي أحدثته الهواتف الذكية.
تتخيّل شركة «ميتا» مثلاً أن يصبح الميتافيرس فضاءً افتراضياً يتيح لنا العمل والتعاون والابتكار. فخلال كشفها عن سمّاعة «كويست برو» العام الماضي، تصوّرت الشركة أن تصبح هذه التقنية أداةً قادرة على أداء مهام عدّة للعاملين الذين يضطرون لحضور الاجتماعات ومراجعة بريدهم الإلكتروني وأداء مهام أخرى في وقتٍ واحد. ولكنّ الجهاز حصل بعد إطلاقه على تقييمات حذرة وغير واعدة، ويبقى أن نرى ما إذا كانت «ميتا» ستنجح في تحويل حلمها عن الميتافيرس إلى حقيقة.
وفي عام 2023، سنسمع قرع طبول الواقع الافتراضي، حيث من المتوقّع أن تطلق شركة «أبل»، التي أكّدت أنّها لن تستخدم أبداً مصطلح «ميتافيرس»، أولى إكسسواراتها للرأس. لم تكشف الشركة عن تفاصيل منتجها المتوقّع بعد، ولكنّ رئيسها التنفيذي، تيم كوك، أعطى بعض التلميحات للتعبير عن حماسه لاستخدام الواقع المعزّز للاستفادة من البيانات الرقمية في العالم الحقيقي.
وفي لقاء مع طلاب جامعيين في نابولي حضره كوك في سبتمبر (أيلول) الماضي، قال: «ستتساءلون كيف أنّكم عشتم يوماً من دون الواقع المعزّز، تماماً كما تتساءلون اليوم: كيف عاش النّاس في الماضي من دون إنترنت؟».
ولكنّه، في المقابل، شدّد على أنّ هذه التقنية لن تصبح خارقة بين ليلة وضحاها. لا تزال إكسسوارات الرأس اللاسلكية حتّى اليوم كبيرة الحجم وتُستخدم في الأماكن المقفلة، مما يعني أنّ أوّل إصدارات جهاز «أبل» الجديد سيكون شبيهاً بكثير ممّا سبقه، وسيُستخدم على الأرجح في الألعاب الإلكترونية.
بمعنى آخر؛ سيستمرّ ويكثر الكلام عن الميتافيرس والنظارات الافتراضية (مدعومة بتقنيات الواقع المعزز أو المختلط ذات المظهر الغريب) خلال 2023 الذي لن يكون غالباً عام انتشار وتوسّع شعبية هذه الإكسسوارات الرأسية، وفق ما رجّحت كارولينا ميلانيزي، المحلّلة المختصة في الإلكترونيات الاستهلاكية بشركة «كرييتف ستراتيجيز» البحثية.
وأضافت ميلانيزي: «من منظور استهلاكي؛ لم يتضح مطلقاً بعد على ماذا تنفقون آلاف الدولارات عندما تبتاعون إكسسوار للرأس. هل يمكنني أن أحضر اجتماعاً بنظارات واقعٍ افتراضي؟ مع أو من دون القدمين؛ الأمر ليس مهمّاً».
خيارات التواصل الاجتماعي
* مزيد من خيارات التواصل الاجتماعي: عاشت منصة «تويتر» حالةً من الفوضى في الجزء الأكبر من عام 2022، ومن المرجّح أن تستمرّ هذه الحالة خلال العام الحالي. لمواجهة الجدل القائم حول المنصّة؛ عمد مالكها الجديد، إيلون ماسك، إلى استبيان آراء متابعيه على «تويتر» حول ما إذا كان ينبغي عليه التنحّي عن رئاسة الشركة. في النتائج؛ صوّت نحو 10 ملايين متابع بـ«نعم»، عادّين أنّه على ماسك التنحي فور عثوره على «شخص مجنون بما يكفي لتولّي هذه الوظيفة».
بدورها؛ تواجه «تيك توك» بعض المشكلات بعد ما كشفت شركة «بايت دانس» المالكة للمنصّة، عن أنّ تحقيقاً داخلياً رصد موظفين في الشركة حصلوا بطريقة غير لائقة على بيانات مستخدمين أميركيين؛ من بينهم صحافيون. ساهم هذا الأمر في زيادة الضغط على الإدارة الأميركية لدراسة فرض مزيد من الضوابط على التطبيق في الولايات المتحدة.
ولكن بصرف النظر عن مصير «تويتر» و«تيك توك»، يبدو واضحاً أن صناعة التواصل الاجتماعي على مشارف تحوّلٍ كبير. فقد شهد العام الماضي هجرة كثير من الصحافيين وخبراء التقنية والمؤثرين إلى منصّة «ماستودون» الشبيهة بـ«تويتر». كما بدأ عددٌ كبير من المستخدمين اليافعين استعمال تطبيقات جديدة مثل «بي ريل» التي تتيح لمجموعات الأصدقاء البقاء على تواصل من خلال التقاط ومشاركة صور السيلفي في الوقت نفسه.
لا نعرف بعد أيّاً من تطبيقات التواصل الاجتماعي سيلمع نجمها في عام 2023 (تواجه خوادم «ماستودون» صعوبة في التعامل مع ارتفاع عدد المستخدمين). ولكنّ المؤكد أنّ النّاس الذين يتوجّسون من «تويتر» يبحثون اليوم عن مكان أكثر أماناً وترفيهاً.
* خدمة «نيويورك تايمز»