شوارع الرياض زرقاء – جريدة المدينة


على مشاهد تتويج فريق الهلال بكأس خادم الحرمين الشريفين، بعد أيام سبعة من تتويجه بكأس دوري روشن، تذكَّرتُ التفوق الهلالي الذي بدأ في العام 1986، عندما فاز الفريق ببطولة الدوري، وأعقبها ببطولة أندية الخليج كأوَّل إنجاز خارجي للفريق الأزرق، وفي ذلك الزَّمان كتبتُ موضوعًا أستعرضُ فيه إنجاز الفريق وتفوقه، وتشاء الصدفُ أنْ يُنشر الموضوع في مجلَّة الجيل، التابعة للرئاسة العامَّة لرعاية الشباب (وزارة الرياضة حاليًّا) بعنوان: (شوارع الرياض زرقاء)!!وقلتُ إذا كانت سماءُ الرياض زرقاءَ، فإنَّ شوارعهَا أصبحت زرقاء، وعمائرها زقاء، وأشجارها زرقاء، وسياراتها زرقاء، وحتَّى المصابيح زرقاء، كنوعٍ من المبالغةِ في الفوز الهلالي، الذي أعقب خروج المنتخب السعودي من بطولة كأس الخليج خالي الوفاض، وهي الخسارة التي تسبَّبت كذلك في إقصاء صاحب أفضل وأوَّل إنجاز قاريٍّ سعوديٍّ «كأس أمم آسيا» المدرِّب السعودي خليل الزياني.

والواقع أنَّ الفريق كانَ مرشحًا لكسب البطولات قبل انطلاقة الموسم؛ باعتباره فريقًا متكاملًا يسيرُ وفق إستراتيجيةٍ محدَّدة، يعمل على تنفيذها فريقٌ إداريٌّ وفنيٌّ فريد بين أقرانه في الدوري، وبرهن الفريق الأزرق على قوَّة شخصيَّتهِ كبطلٍ في نهائي كأس الملك الذي كسبه من أمام الغريم التقليدي النصر، بتسعة لاعبين بعد طرد قلبي دفاع الفريق، البليهي، وكوليبالي، وفق عوامل أساسية ثلاثة هي: قوَّة الشخصيَّة كفريق بطل لا يهتزُّ عند الملمَّات، وذكاء مدرِّبه جيسوس في التحكُّم بزمام الأمور، وإدارة دفَّة العمل دون خللٍ في الفريق، ودون تضجُّرٍ من اللاعبين، والعامل الأخير كانَ الحارس ياسين بونو.

ياسين على بونو.. بمساهمتهِ الفاعلة في قيادة منتخب المغرب إلى أفضل نتيجة لفريق عربي في كأس العالم حتَّى الآنَ، في حين أنَّ النصر بقيادة الأسطورة العالمي رونالدو، لم يستغل الظروف الفنيَّة والنفسيَّة التي صاحبت المباراة؛ ليشارك في حصاد الموسم، وذرف بدلًا من ذلك دموعَ الحسرةِ على ضياع أثمن الفرص النصراويَّة؛ لأنَّ الفريق النصراويَّ كان الأفضل في المباراة، وكلُّ مَا في الملعب يناديه؛ لِكَي يكونَ بطلًا، إلَّا تعجُّل رونالدو في البحث عن الأهداف؛ حتَّى أنَّه وقع في مصيدة التَّسلل الهلاليَّة مرَّاتٍ عديدةً ضاعت معها فرصُ فوزِ النَّصرِ.