وبالنظر إلى المتغيرات بما في ذلك محفزات الارتفاع، وأسعار الفائدة، وأسعار الأسهم وتقييمها، يرى هارتنت أوجه تشابه بين أداء الأسهم السبعة وبعض الفقاعات الكبيرة الأخرى خلال العقود الأخيرة.
على مر التاريخ، ظهرت فقاعات مالية مختلفة، تميزت كل منها بزيادة حادة في أسعار الأصول أعقبها انخفاض حاد. وكان لهذه الفقاعات، التي كانت مدفوعة في كثير من الأحيان بحماسة المضاربة، تأثيرات كبيرة على الاقتصادات والمستثمرين على حد سواء.
في عام 1720، شهدت أسهم شركة “ميسيسيبي” ارتفاعًا مذهلاً بنسبة 2955%، تلاه انخفاض بنسبة 95%. وبالمثل، شهدت أسهم شركة بحر الجنوب، في نفس العام، ارتفاعًا بنسبة 707% وانخفاضًا بنسبة 89%. شهدت فترة العشرينيات الصاخبة، وهي فترة من الازدهار الاقتصادي، زيادة بنسبة 153% في القيمة السوقية قبل أن تنخفض بنسبة 53%، مع تقييم يصل إلى 19 ضعف الأرباح.
ارتفع مؤشر “Nifty Fifty” – وهو مؤشر كان يجمع أكبر 50 شركة في الستينات من القرن الماضي في بورصة نيويورك – في عام 1972 بنسبة 153% ولكنه انخفض بعد ذلك بنفس النسبة، وتم تداوله بأرباح 54 مرة. شهد الذهب في عام 1980 ارتفاعًا بنسبة 428%، تلاه انخفاض بنسبة 65%. كما شهد يوم الاثنين الأسود عام 1987 وفقاعة أسعار الأصول اليابانية عام 1989 ارتفاعات بنسبة 11% و149% على التوالي ومن ثم انخفاضات كبيرة بلغت 41% و64%.
وشهد وول ستريت فقاعة الدوت كوم عام 2000 حيث ارتفعت أسهم شركات الإنترنت حينها بنسبة 192% قبل أن تنكمش بنسبة 73%، أي ما يعادل 65 ضعف الأرباح.
وشهدت سوق الأوراق المالية في المملكة العربية السعودية في عام 2006 وسوق الصين في عام 2007 زيادات كبيرة بلغت 316% و513% على التوالي، قبل أن تواجها انخفاضات كبيرة.
وشهدت أسهم FAANG – أي “Facebook” (تسمى “Meta” الآن)، و”Amazon”، و”Apple”، و”Netlix”، و”Google” – ارتفاعات بنسبة 229% في عام 2021 لتنخفض من بعدها بنسبة 49%.
كما شهد سوق العملات المشفرة في عام 2021 ارتفاعًا ملحوظًا بنسبة 1,662% قبل أن ينخفض بنسبة 78%.
وفيما يتعلق بما يمكن أن يفجر الفقاعة، أشار هارتنت إلى تشديد الظروف المالية وارتفاع أسعار الفائدة الحقيقية. ويبدو أن كلا الشرطين موجودان حيث يبقي بنك الاحتياطي الفيدرالي على سعر الفائدة كما هو بينما تكون قراءات التضخم معتدلة.
هناك مقاييس متعددة لأسعار الفائدة الحقيقية، لكن هارتنت يقدر أن المستوى الحالي يبلغ حوالي 2%. وقال إن التحرك إلى 2.5% إلى 3% قد يكون نقطة الانهيار.
كتب هارتنت في مذكرته الأسبوعية بعنوان “Flow Show” بتاريخ الخميس الماضي – بحسب تقرير لـ”CNBC” الأميركية اطلعت عليه “العربية Business”-، أنه عند النظر إلى المحفزات للارتفاع في أسعار الأسهم الجماعية، فإن العناصر المشتركة مع الفقاعات الأخرى هي “الابتكار التكنولوجي، والمصادر الجغرافية الجديدة للنمو، وتيسير البنوك المركزية بشكل حاسم للغاية”.
وأكد أن فقاعة الذكاء الاصطناعي بدأت مع الانهيار الداخلي لبنك وادي السيليكون في مارس 2023 بالإضافة إلى ظهور “ChatGPT”.
ومن وجهة نظر التقييم، فإن مؤشر “Magnificent Seven” حاليًا أعلى بنسبة 20% من متوسطه المتحرك لمدة 200 يوم. عند التقييم، يتم تداول المجموعة بأرباح 45 مرة.
كتب هارتنت: “ليس الأمر رخيصًا، لكن صحيح أن ارتفاعات الفقاعة شهدت تقييمات متأخرة”.