وتحضيراً لاستضافة بطولة العالم للقدرة والتحمل 2026 في العُلا، تشهد بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين الدولية للقدرة والتحمل مشاركة نخبة من الفرسان في تحدي المستوى الثاني لمسافة 120 كيلومتر وتحدي المستوى الثالث لمسافة 160 كيلومتر على مدار يومين من الأجواء التنافسية الحماسية. وتسلط البطولة الضوء على قدرة الفرسان وخيولهم على الصمود في وجه الوقت والتحديات التي تنظرهم على طول مسار التحدي.
وصرح الأستاذ زياد السحيباني رئيس قطاع الرياضة في الهيئة الملكية لمحافظة العُلا قائلاً: “نتطلع لانطلاق النسخة الخامسة من بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين الدولية للقدرة والتحمل، ونثق بأن هذه النسخة ستحمل الكثير من المفاجآت والأجواء التنافسية المميزة. بدأت فكرة البطولة قبل عدة سنوات كمشروعٍ طموح، وهي الآن فعالية رئيسية ضمن جدول رياضة القدرة والتحمل الدولي. وشهدت البطولة اهتماماً كبيراً من قبل عشاق الرياضة ومجتمع الفروسية العالمي على حد سواء، الأمر الذي تعكسه مشاركة أكثر من 200 من الفرسان والفارسات المحترفين في هذه البطولة المنتظرة. كما نجدد ترحيبنا بضيوف العُلا من جميع أنحاء العالم، ونعدهم بتجربة رياضية عالمية المستوى خلال الأسابيع المقبلة”.
وأضاف السحيباني: “أثبتت النقوش القديمة للخيول على صخور وجبال العلا ارتباطها بالحضارات التي عاشت في العلا على مر التاريخ. ونبذل العديد من الجهود لغرس أهمية الفروسية في قلوب وعقول الأجيال القادمة تماشياً مع التزامنا العميق بالحفاظ على هذا التقليد الثقافي العريق وإحيائِه. ومن خلال استضافة الأحداث الرائدة في مجال الفروسية، فإننا نهدف إلى الاحتفاء بعراقة هذه الرياضة التراثية ولنؤكد على تفانينا في تعزيز إرث يشهد على ارتباط العلا الخالد بعالم الفروسية.”
وتستقبل البطولة نخبة من أبرز الفرسان والخيول والمدربين المميزين من جميع أنحاء العالم، مما يسلط الضوء على أهميتها في جدول رياضة القدرة والتحمل الدولي. كما تشهد البطولة حضوراً كريماً للعديد من الشخصيات الملكية المرموقة والأسماء البارزة على مستوى منطقة الشرق الأوسط. وتنطلق منافسات البطولة من قرية الفرسان للفروسية في العُلا مع تحدي المستوى الثاني لمسافة 120 كيلومتر وتحدي المستوى الثالث لمسافة 160 كيلومتر يومي السبت والأحد على التوالي.
وتشكل قرية الفرسان للفروسية جزءاً من استراتيجية الهيئة الملكية لمحافظة العُلا في تطوير وتنمية رياضة الفروسية على الصعيد المحلي إلى جانب تعزيز مكانة العُلا كوجهة استثنائية للرياضات التراثية.
وبدوره قال الأستاذ فؤاد بن فهد ابراهيم المدير التنفيذي للاتحاد السعودي للفروسية: ” نسعى في الاتحاد السعودي للفروسية لإستضافة أكبر الاحداث في رياضات الفروسية بما يتوافق مع رؤية وتطلعات المملكة ولعل كأس خادم الحرمين الشريفين للقدرة والتحمل يعد من أبرز هذه الأحداث التي حققت نجاحات كبيرة في السنوات الماضية ليكون من أهم وأغلى سباقات العالم ووجهة فرسان القدرة في كل عام ، ونعتز أيضاً في الاتحاد السعودي للفروسية بالشراكة المميزة مع الهيئة الملكية لمحافظة العلا والتي كان لها دور كبير في احتضان بطولات الفروسية بتنظيم مميز ولما تمتلكه العلا من طبيعة ساحرة وارث تاريخي كبير.”
كما رسخت العلا مكانتها كمركز رائد عالمياً في رياضة الفروسية، حيث تسعى لتنمية رياضات الخيول مع التأكيد على سلامة الفرسان والخيول المشاركة في البطولات والفعاليات المتنوعة. وتتسم بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين للقدرة والتحمل بنهجها الشامل، حيث تشجع على مشاركة الفرسان من الرجال والنساء في أجواء المنافسة. وانعكست تلك الجهود بشكل واضح، حيث بلغت نسبة مشاركة السيدات في نسخة 2022 من البطولة حوالي 20% من إجمالي مايقارب المئتين من الفرسان. وعلى الرغم من أن مسارات البطولة تشمل تحدياً للوقت، يتمحور التركيز الأساسي على سلامة الفارس والخيل على حد سواء، مع التأكيد على أهمية إكمال جميع مسارات التحدي بأمان وسلامة لصحة الخيل والفارس بدلاً من السعي للسرعة القصوى.
ويهدف برنامج التدريب الذي تحتضنه قرية الفرسان إلى تعزيز تراث الفروسية الأصيل في المنطقة، وذلك من خلال المبادرات المخصصة لتمكين الفرسان المحليين والمحترفين، فضلاً عن تدريب الأطباء البيطريين وإعداد المدربين وغيرها الكثير. ونتيجة لهذا التدريب، يشارك في منافسات هذا العام 6 من فرسان العلا في تحدي المستوى الثاني لمسافة 120 كيلومتر، وسيشارك فارس محلي في تحدي المستوى الثالث لمسافة 160 كيلومتر، بعد مشاركتهم في تدريبات مكثفة على مدار العام.
وساهمت بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين الدولية للقدرة والتحمل، منذ انطلاقها لأول مرة، في تحقيق أهداف رؤية المملكة العربية السعودية 2030، حيث عززت الاقتصاد الوطني ورفعت أعداد الضيوف القادمين إلى المملكة فضلاً عن فرص العمل العديدة التي خلقتها. كما لعبت دوراً بارزاً في تعزيز مكانة العُلا كوجهة رائدة لرياضة القدرة والتحمل على مستوى العالم. وقدمت البطولة العديد من الفرص للمهتمين، سواء في مجالات الإشراف أو الدعم البيطري، وفتحت الباب أمام عشاق الفروسية المحليين والإقليميين لاستكشاف آفاق رياضة الفروسية كهواية مستقبلية أو كمسار احترافي.
يعد كأس خادم الحرمين الشريفين للقدرة والتحمل إحدى أبرز الفعاليات الرياضية في تقويم لحظات العلا السنوي للفعاليات والمهرجانات، حيث يشمل التقويم عددًا كبيرًا من الفعاليات الرياضية التراثية الأخرى مثل كأس العلا للهجن، وكأس العلا للصقور، وكأس العالم لالتقاط الأوتاد وبطولة العالم للرماية من على ظهر الخيل، بالإضافة إلى الفعاليات الرياضية