أخبار السعودية

مانشيني يؤسس هوية جديدة للأخضر


ظهر منتخبنا الوطني بهوية جديدة، يعمل الإيطالي روبرتو مانشيني المدير الفني للأخضر على التأسيس لها، معتمدًا في ذلك على وحدة الفريق واللياقة البدنية العالية، على أن يكون النجم المنظومة بكاملها داخل الملعب، دون الاعتماد على نجم محدد، وهو ما عمل عليه ومهد له في معسكر الدوحة.وافتتح الأخضر مشواره في كأس آسيا قطر 2023 بفوز مثير على شقيقه العماني، عندما حول تأخره بهدف في الشوط الثاني إلى فوز ثمين 2-1، وحصد أول ثلاث نقاط في المجموعة السادسة.

أصاب الهدف المبكر لمنتخب عمان لاعبي الأخضر بارتباك نسبي، فلم يتمكنوا من تطبيق أفكار مانشيني خاصة في الشوط الأول، الذي ارتكب فيه اللاعبون أخطاء فنية، خاصة في وسط الملعب. ويبدو أنه في استراحة بين الشوطين أعاد مانشيني التركيز للاعبين، ففرضوا سيطرة شبه كاملة على مجريات اللعب، حتى وصلت نسبة الاستحواذ في بعض فترات هذا الشوط إلى 70%. كما كانت تدخلات مانشيني من خارج الخطوط غير تقليدية، وساعدت الأخضر في تحقيق أهدافه بكل سهولة ويسر، بعدما عادوا للمباراة بهدف التعادل ومن ثم تسجيل هدف الفوز وحصد نقاط المباراة.

بدأ مانشيني المباراة بالاعتماد على 3 مدافعين، على أن يكون دور الظهيرين هجوميًا كجناحين، فيما حول سالم الدوسري من مركزه الأصلي على الجناح إلى صانع ألعاب خلف رأس الحربة.

تألق سعود عبدالحميد في هذه الطريقة وكان مصدر خطورة دائمة على الجهة اليمنى، وصنع أكثر من فرصة محققة للتسجيل، صادفها سوء طالع أو تألق من الحارس العماني، بينما كان ناصر الدوسري أقل عطاءٍ على الجهة اليسرى من سعود.

البطل الحقيقي في مباراة الأخضر مع عمان كانت جماعية الفريق والروح القتالية التي تحلى بها اللاعبون، وقدرتهم على خلق الفرص، حتى تحقق لهم ما أرادوا، ليأتي بعد ذلك الأفكار الفنية التي اعتمد عليها مانشيني لتعديل النتيجة، خاصة على مستوى التغييرات في الشوط الثاني والفريق متأخر بهدف.

فاجأ مانشيني الجميع بسحب سالم الدوسري والدفع بعبدالرحمن غريب، وواصل مفاجآته بالدفع بعبدالله الرديف إلى جوار صالح الشهري، فيما ظل محتفظًا بفراس البريكان إلى جواره على دكة البدلاء، حتى دفع به مع وجود الرديف والشعري.

كان تغيير غريب نقطة تحول في المباراة، خاصة بعدما لجأ منتخب عمان إلى الاعتماد على التحصينات الدفاعية الخالصة، بعمل كثافة عددية أمام مرماه، فكان لا بد من اللجوء إلى المهارات الفردية لكسر هذه التكتلات، وهو ما نجح فيه غريب بامتياز.

بقيت الإشادة باللاعب علي البليهي الذي وعلى ما يبدو أنه وصل إلى مرحلة النضج الكروي، وأصبح يشعر بالمسؤولية الملقاة على عاتقه في الملعب، فضلًا عن إجادته للأدوار الهجومية، ومعه علي لاجامي الذي كان خيارًا موفقًا من مانشيني، والذي ساهم في هدف الفوز الذي سجله البليهي.

النقطة السلبية في منظومة الأخضر أمام عمان، أن الهجمات المرتدة التي اعتمد عليها منتخب عمان شكلت إزعاجًا على مدافعينا، ويتحمل مسؤولية ذلك لاعبو الوسط الذين سمحوا للمنافس بالخروج بالكرة من مناطقهم، وعمل تحولات هجومية سريعة.