فمع ضربة قوية تدوي من الطبل تخطف قلوب المنافسين، وبعدها بصوت واحد ومنظم تهتف الجماهير “سير..” وتعاد لمرات “سير.. سير.. سير” وبإيقاع سريع حتى تصل إلى تصفيق الجميع. وهذا الهتاف “سير سير سير” بدأ في الدوري المغربي مع المدرب وليد الركراكي وانتقل لتشجيع المنتخب حتى حقق تأهلا تاريخيا لمواجها فرنسا في نصف النهائي الأربعاء.
وكلمة “سير سير سير” من العامية المغربية تحمس “أسود الأطلس” وتنعش روحهم الكفاحية على المستطيل الأخضر، وتعني “تقدم إلى الأمام” لتهز شباك المنافس بتسجيل الأهداف. وتصنع الجماهير المغربية الحدث في مونديال قطر بحضورها الكبير وشعاراتها المتنوعة خلال المباريات، فمرة تصدح بـ”الشبكة” (سجلوا في الشباك) ومرة بـ”جيبوها يا لولاد” (حققوا الفوز يا أبطال)، وفقا لتقرير وكالة أنباء الأناضول.
وتعود قصة هذا الهتاف الشهير (سير/سِرْ أمر لفعل سار) إلى أن الركراكي كان يطلب من الجماهير منذ بداية مشوار التدريبي مع نادي الفتح الرباطي المغربي ترديد هذه الكلمة لأنها تحفزه هو واللاعبين. وفي يونيو 2014، عُيّن الركراكي مدربا لنادي الفتح لمدة 3 مواسم، فاز خلالها بلقب “كأس العرش” عام 2014 وبطولة الدوري في 2016، وحاز هو لقب أفضل مدرب خلال العام نفسه.
ومن الرباط إلى نادي الوداد الرياضي انتقل الهتاف مع الركراكي بعد منتصف 2021، وخلال موسم واحد فاز بلقب دوري الأبطال وبطولة الدوري وبلغ نهائي “كأس العرش”. ومنذ بداية رحلة “أسود الأطلس” في المونديال، تحول “سير سير سير” إلى الهتاف المفضل للجماهير المغربية والعربية بل وأيضا الأجنبية. وفي تصريحات صحفية سابقة، قال الركراكي: “من حين لآخر أريد أن أسمع (سير) لأنها تعجبني وتحفزني أنا أولا.. تدفعني للركض وتساعد اللاعبين على الركض أكثر، وأتمنى أن ترددوها لأنها تسعدني”. ومتوجها إلى الجماهير أردف: “حتى وإن ضيّع اللاعب الكرة فلا مشكلة في ذلك.. بل كرروا سير وواصلوا التشجيع، لأن الشعب حين يكون متفائلا وله ثقة فينا سننتصر”. ومن المحيط إلى الخليج، عمّت الفرحة الجماهير المغربية والعربية ببلوغ “أسود الأطلس” نصف النهائي مع آمال بعبور فرنسا (الديوك) الأربعاء إلى النهائي بل والفوز بالكأس في 18 ديسمبر الجاري على وقع الهتاف السحري “سير سير سير”.