الرياضي الحجازي
مع دخول جلالة الملك عبدالعزيز إلى جدة، واستتباب الأمن بالحجاز وبداية العهد السعودي الزاهر، كانت الفرصة مواتية والوضع مناسباً لانطلاق الحركة الرياضية، وعند الحديث عن نشأة الاتحاد كنادٍ فيجدر بالذكر أنها لم تكن حدثًا رياضيًا فقط، بل كان تأسيسه هو تأسيس لفكرة ومبدأ اجتماعي وهو أن (الكل في الرياضة يجب أن يكونوا متساوين) وأن من يحاول الإخلال بهذا المبدأ الاتحادي سيجد نفسه خارج التاريخ الاتحادي، وكانت البداية من الفريق الرياضي الحجازي، وكان من أبرز أعضائه: محمد عبدالله علي رضا، محمد صالح محمد سلامة، عبدالعزيز جميل، حسن كامل، حمزة فتيحي، عبدالصمد نجيب، محمد درويش، عبدالله بن زقر، عبدالرزاق محمد عجلان، ومحمد صالح محمد سلامة، وقد اتجه بعض أعضاء الرياضي الحجازي، إلى المطالبة بجعل الفريق محصورًا على أبناء الطبقة الميسورة، وأن يتم استبعاد غيرهم، وهو الطلب الذي رفضه الجزء الآخر من الأعضاء رغم أنهم أيضًا من أبناء الأسر الميسورة ماليًا، ولكنهم كانوا ينادون بأن الرياضة يجب أن تكون للجميع دون تصنيف أو طبقية.
الاتحاد نادياً للجميع
اتسع الخلاف بين المنادين بالفروقات الطبقية والرافضين لها، فقرر كل: عبدالعزيز جميل، عبدالرزاق عجلان، حسين كامل، عبداللطيف جميل، عثمان باناجة، عبداللطيف لنجاوي، حمزة عبدالله فتيحي، عبدالصمد نجيب السعدي، عبدالله بن زقر، إسماعيل زهران، علي يماني، أحمد أبو طالب، عباس حلواني، ومحمد صالح سلامة وغيرهم، أن يؤسسوا نادي الاتحاد واجتمعوا في غرفة تابعة لمبنى اللاسلكي وكان ذلك بتاريخ 26 /12/ 1927م الموافق 1 /7/ 1346ه فتأسس الاتحاد ليكون ناديًا لجميع أبناء الوطن ومن هنا كانت بذرة شعبية الاتحاد وسر محبة جمهوره له، ذلك أنهم يشعرون أنه لهم ومنهم وإليهم، واتفقوا على تسميته باسم (الاتحاد).
أول مجلس إدارة في تاريخ النادي شكل على النحو التالي:
- علي سلطان (رئيساً للنادي)
- محمد صالح سلامة (قائداً ومدرباً للفريق)
- عبدالعزيز جميل (سكرتيراً ) وعضوية كل من: عبدالرزاق عجلان، الشيخ عباس حلواني، عبدالله بن زقر، عثمان باناجة، عبداللطيف جميل، وإسماعيل زهران.
المواجهة الفاصلة
ومع الوقت وجد الفريق (الرياضي الحجازي) نفسه مجبراً لمواجهة هذا (المارد الاتحادي الجديد) الذي ذاع صيته وفعلاً حدث اللقاء المنتظر في مايو 1932م وتواجه الفريقان في لقاء التحدي، ونجح الاتحاد بالفوز حيث انتهت المباراة بفوز الاتحاد 3- صفر، سجلها علي يماني، وحمزة فتيحي، وحسن كامل، وفيها سجل أول هدف في تاريخ الكرة بالعهد السعودي، سجله (الموهوب) علي يماني.
وكانت هذه المباراة بمثابة الضربة القاضية للرياضي الحجازي ومعها انتصر الاتحاد ليس فقط بالملعب، بل انتصر لفكرته ومبدأه الذي بسببه نشأ، ولاحقاً اندثر الفريق (الرياضي الحجازي) وانضم لاعبوه للاتحاد ليصبح بذلك الاتحاد هو النادي الأقدم والعميد الأوحد للأندية السعودية حتى يومنا هذا.
يتذكر الاتحاديون في هذا اليوم بمزيج من مشاعر من الفخر والامتنان جميع مؤسسي ناديهم، وكذلك أول رئيس بتاريخهم وتاريخ الأندية السعودية السيد علي هاشم سلطان، وأول مدرب بتاريخ الاتحاد والأندية السعودية الشيخ محمد صالح سلامة، وقائم مقام جدة بعهد الملك عبدالعزيز وأول رئيس شرف للاتحاد الشيخ عبدالله علي رضا -رحمهم الله جميعاً-، ولا ينسون أحد أهم المؤسسين وصاحب فكرة مسمى (الاتحاد) الشيخ عبدالعزيز جميل الذي استطاع الاتحاد بعهده تحقيق أول بطولة بتاريخه وكان ذلك قبل 90 عامًا وذلك حين أعلن الاستاذ أحمد ناظر عن إقامة بطولة على نيشان ابنه فؤاد ناظر، وبتاريخ 24-2-1933م يلتقي الاتحاد ومختلط (الاتفاق) بجدة وينتهي اللقاء بفوز الاتحاد بنتيجة 3-0 وبذلك يكون الاتحاد هو أقدم نادٍ سعودي يحقق بطولة ويصعد لمنصات الذهب، وتتواصل بطولات (الماسي) وهو يقترب من إكمال قرن من عمره المديد الحافل بالمنجزات والتميّز البطولي في كل لعبة.