عاطي الموركي أيقونة الروح الرياضية في المدرجات السعودية


يااااه كم هي سريعة دورة الزمن فأول لقاء لي مع الأخ الفاضل عاطي الموركي كبير مشجعي رابطة نادي الوحدة العريق، كان عام ١٤٠٣هـ، حينها كنت في أول تجربة تدريب مع فريق الوحدة، وكان المدرب التونسي الشهير عبدالمجيد الشتالي، وأجزم أنني استطعت أن أقنعه كلاعب، وطالب على الفور بتسجيلي.بعد ذلك التدريب هممت بركوب سيارتي للمغادرة إلى جدة وإذا بالعزيز عاطي يقف بجوار السيارة مطالباً بإيصاله إلى مقر النادي القديم، ومن يعرف أبو عطية جيداً، يدرك تماماً عشقه العظيم للوحدة الكيان، وأراد حينها أن يحفزني للانضمام للفريق الوحداوي، فقال لي «مكة خير والقرب منها أكبر خير وتستأهل الخير وأنت عجبتنا يا وجه الخير».. يشهد الله أنني افتكر هذه الكلمات وكأنها كانت بالأمس، فكان لوقعها تأثير كبير في نفسي.. كان عاطي هو قائد المدرج، وقبل ذلك الحين ربما بسنوات بمعنى أن وجود العزيز عاطي الموركي في مدرجات الوحدة قد تجاوز ٤٥ سنة بذل خلالها المال والجهد تحفيزاً وحضوراً.

تفاعل عاطي بحب مع الكيان الوحداوي، في الحلوة والمُرة، وكانت أهازيجه هي البدايات لتدشين مفهوم قيادة الجماهير الرياضية، ذاع صيته وعم حضوره جنبات الملاعب، وصار معروفًا لدى القيادة الرياضية آنذاك، المغفور له بإذن الله الأمير فيصل بن فهد -رحمه الله- فتم اختياره ليقود جماهير الصقور الخضر.

وأجزم أنه حينها بدأ منتخبنا الوطني يتلمس بدايات رسم السطوة الآسيوية حين حقق أول بطولة آسيوية في العام 1984 ثم 1988 و 1996م والتأهل لنهائيات المونديال، وكان حاضرًا بقوة في جميع هذه صولات وجولات الأخضر في كل الميادين.

وطوال هذه الرحلة الطويلة لعاطي موركي، كانت الروح الرياضية والانتماء للوطن شعارًا يفوح بعبير نشيدنا الوطني «سارعي للمجد والعلياء مجدي لخالق السماء»، وتجلى ذلك في حرصه على دعم أنديتنا عندما تمثل الوطن.

لذلك عندما نتلقى نبأ تكريم هذه الشخصية الكبيرة ومن عرين الفرسان بدعوة من رابطة قدامى لاعبي الوحدة، حريًُ بنا أن نلبي النداء باختلاف انتمائنا كرياضيين، سواء لاعبين وحداويين أو من لاعبين دوليين سعوديين من مختلف الأندية، التي حظيت بحضور الأخ العزيز عاطي الموركي في مدرجاتها داعماً لروابطها الجماهيرية.. فشكراً لرابطة قدامى لاعبي الوحدة على مبادرتهم الجميلة والشكر موصول لكل الجهود الرائعة المبذولة لنجاح هذا الحفل.