ويهدف النادي من إقامة المعرض إلى التعريف بتراث المملكة وهويتها الثقافية والحضارية ونقلها للأجيال القادمة، كما يسهم في تعزيز هواية الصقارة، وينقلها للعالم والأجيال الجديدة، من خلال معرضٍ يسلط الضوء على الصقور والصيد والهوايات المرتبطة بها، ويحيي هذا الإرث السعودي العريق الذي ينسجم مع أهداف رؤية المملكة 2030.
ويقام المعرض في نسخته الجديدة على مساحة 38 ألف متر مربع، متضمناً أكثر من 20 جناحاً؛ منها جناح لعرض وبيع أسلحة الصيد النارية والهوائية كأول منصة في المملكة لبيع الأسلحة والذخائر، وجناح لبيع عدد وأدوات الرحلات البرية والبحرية والتخييم، وجناح للسيارات المعدلة والدراجات النارية والهوائية، وجناح لـ(صقار المستقبل) المخصص للأطفال، ومتحف (شلايل) الرقمي؛ الذي يصحب زواره في رحلة تعليمية غامرة في عالم الصقور.
كما يحتضن المعرض أجنحة لأغذية الصقور وتقنياتها والمنتجات البيطرية والصيدلانية، وجناحًا (حياكة التراث) للحرف اليدوية وتنفيذ الأعمال الحرفية التقليدية أمام الزوار، ويجمع أيضاً نخبة من الفنانين السعوديين في معرض الصقور التشكيلي الحي؛ للرسم المباشر أمام الزوار باستخدام الرسم بالخط العربي والنحت والرسم الزيتي.
ويقدم طيلة 10 أيام أكثر من 18 فعالية مصاحبة؛ تشمل رحلات الصيد الافتراضية عبر تقنية الواقع الافتراضي في صحراء المملكة، والتقاط الصور رفقة الصقور، وجداريات الموزاييك الفنية التي تتمحور حول الصيد وهواية الصقارة، وعروض فلكلورية حية للترحيب بالزوار، إلى جانب عروض الليزر والألعاب النارية، وفعالية طريق النجوم؛ التي تنقل الزوار عبر الصحراء بالاعتماد على النجوم كما كان يفعل أهل البادية القدامى.
ويضم المعرض في نسخته الحديثة المرتقبة للمرة الأولى مساحة للشعر العربي؛ تستهدف محبي نظم الشعر والقوافي، تتمحور حول الصيد والتراث العربي الأصيل، كذلك يشهد المعرض إقامة مسابقتين للطهي البري والتصوير الفوتوغرافي، وورشة عمل متخصصة في نصب الخيام، وفرصة للقاء الخبراء في مجال أسلحة الصيد للاطلاع على أساليب استخدامها، بالإضافة إلى فعالية لتلوين مجسمات الصقور بأحجامها المختلفة.
وكان نادي الصقور السعودي قد أعلن، خلال الأيام الماضية، عن إطلاق مؤتمر دولي للصقور مصاحب لمعرض الصقور والصيد السعودي الدولي، ينظمه يومي الثامن والتاسع من أكتوبر تحت شعار (معاً.. لاستدامة الصقور)، ويجمع الباحثين والاقتصاديين والمستثمرين لدعم جهود حماية الصقور واستدامة هواية الصقارة، حيث يعدُّ منصة لتبادل الخبرات والأفكار التي تركز على مجالات الاستثمار والاستدامة البيئية والمحافظة على الصقور كتراثٍ أصيلٍ غير مادي للمملكة والعالم.
وتُناقش جلسات المؤتمر ستة محاور رئيسة هي أمراض الصقور، حماية الصقور وموائلها (الجهود الحالية والتحديات)، استدامة هواية الصقارة والآفاق المستقبلية، مزارع إنتاج وتربية الصقور، والتنظيم القانوني للصقارة والإتجار غير المشروع، والفرص الاستثمارية في هذا المجال، فيما تتناول ورش العمل آليات الصيد المستدام، والطرق الصحية البيطرية للتعامل مع مشكلات الصقور المرضية وغير المرضية، بالإضافة إلى أساليب التربية، والاستثمار، والابتكار في صناعة أدوات ومستلزمات الصقارة.
ويستهدف معرض الصقور والصيد السعودي الدولي 2023 استقطاب 450 عارضاً، وسط توقعات بأن يتجاوز عدد زواره أكثر من 550 ألف زائر.