أخبار السعودية

“قمم السودة” .. المنعطف الأهم لانطلاق سياحة عسير للعالمية


يمثل إطلاق صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس إدارة شركة السودة للتطوير، المخطط العام لمشروع تطوير السودة وأجزاء من رجال ألمع تحت مسمى “قمم السودة”، أهم منعطف لتطوير السياحة في منطقة عسير والوصول بها إلى آفاق عالمية جديدة.

ويضم المشروع 6 مناطق رئيسة تتمركز في مواقع مميزة بمنطقة عسير وهي: (تَهْلَل، سَحَاب، سَبْرَة، جَرين، رُجال، الصخرة الحمراء)، وتحتل تلك المواقع مساحة تقدر بـ” 627كم” تغطيها الغابات ولا تتجاوز مساحة البناء فيها 1 %.

وسيسهم المشروع في تعزيز الأثر الاقتصادي طويل المدى، من خلال صناعة مفهوم جديد للضيافة الفاخرة مع الاحتفاء بالتراث العريق والثقافة، في ظل أجواء فريدة لا يتجاوز متوسـط درجـات حـرارتها الـ” 20 درجـة مئويـة” علـى مـدار العـام وبذلـك يمكن للزائر الاسـتمتاع بالأنشـطة الخارجيـة فـي الهـواء الجبلـي العليل.

وتتميز مواقع مشروع” قمم السودة” بالارتفاع الشاهق والأجواء المعتدلة والماطرة طوال العام، وبربيع لطيف وخريف دافئ وشتاء معتدل البرودة وصيف ماطر، مما يجعلها وجهة سياحية جاذبة على مدار العام، ففي الشتاء تتراوح درجات الحرارة في مواقع المشروع ما بين ( 2 إلى 15 درجة مئوية) وفي الصيف لا تتجاوز الـ(25 درجة مئوية).

وبحسب الخطط المعلنة سـيقدم مشروع “قمـم السـودة” مجموعـة مـن المغامـرات والرياضـات الجبليـة بمـا فيهـا الممـرات الجبليـة ومسـارات المشـي ّ المتعرجـة والطيـران الشـراعي والجولـف وركـوب الخيـل والزيبلايـن وغيرهـا.

وتوفر قمم السودة فرصة مهمة لاستكشـاف الطبيعـة الخلابـة والتفاعـل معهـا، بمـا فـي ذلـك المتنزهـات الوطنيـة، وشـبكة مـن مسـارات الهايكينـج، ومـزارع البـن، ومناحـل العسـل المحلـي، والتنـوع البيولوجـي فـي المنطقـة، في تناغم جذاب مع مجموعـة مـن تجـارب الرفاهيـة الفاخـرة بمـا فـي ذلـك المنتجعـات البيئيـة الخاصـة ومراكز اليوغا ومراكز التأمل والوحدات السكنية الفاخرة.

وتضـم قمـم السـودة ما يزيـد عـن 200 موقـع تراثـي موثـق بمـا فيهـا القـرى الصغيـرة والمسـاجد والقصـاب وأبـراج المراقبـة والحصـون الجبليـة، حيث يتم العمل على ترشيح العديد منها للاعتماد ضمن مواقع التراث العالمي لدى منظمة اليونسكو.

وفي الموقع الأول الذي أطلق عليه” تهلل” سيجد الزائر من مختلف دول العالم كل متطلباته اليومية من خلال متاجـر فارهـة وضيافـة وترفيـه ومعالـم سـياحية، ومرافـق مخصصـة للمعـارض والمؤتمـرات، كل ذلـك وفـق نظـام بيئـي مسـتدام، بالإضافـة إلـى ملعـب جولـف بإطـلالات سـاحرة علـى المناظـر الطبيعيـة يحتـوي علـى 18 حفـرة، كمـا تقـدم المنطقـة خدمـات الضيافـة الفاخـرة عبـر 1775 غرفـة فندقيـة و986 وحـدة سـكنية، وأكثـر مـن 61333 متـرًا مربـعًا مخصصـة للمتاجـر والمعـارض الفارهـة والمطاعـم العالمية، على متن السحاب.

أما الموقع القريب من “تهلل” فتقع المنطقة السياحية التي أطلق عليها” الصـخــرة الحـمــــراء”، حيث تقـع داخـل منتـزه الملـك عبـدالله الوطنـي، وفيـها تقـدم خدمـات الضيافـة الفاخـرة والتجـارب الاسـتثنائية للاسـتمتاع بالمـوارد الطبيعيـة واستكشـاف الحيـاة البريـة وتنـوع الكائنـات الفطريـة فـي قمـم السـودة، وتتميـز المنطقـة بإطلالتها السـاحرة علـى الصخـرة الحمـراء وتنـوع النباتـات، ويمكـن لزوارهـا تجربـة ركـوب الخيـل والتجـول بيـن المناظـر الطبيعيـة، ومسـارات الهايكينـج. وتضـم الصخـرة الحمـراء 85 وحـدة تخييـم فاخـرة محاطـة بالمسـطحات الخضراء الواسعة مما يتيح لزوارها فرصة الانسجام مع جمال الطبيعة والاستمتاع بثرائها البيولوجي.

وتبرز منطقـة المغامـرات والرياضـات الجبليـة في موقع “سحاب”، حيـث تلتقـي الإثـارة والتجـارب المميـزة علـى متـن السـحاب، و يمكـن للزائر خـوض مجموعـة مـن التجـارب الفريـدة وسـط الطبيعـة الآسـرة، بالإضافـة إلـى الاسـتمتاع بخدمـات الضيـافة الفاخرة، والمسـاحات التـي تضـم مناطـق للمأكـولات والمشـروبات، وتضـم ” سحاب” أكثـر مـن 10 نقـاط فاخـرة جـذب ترفيهيـة فريـدة، مثـل الهايكينـج، والدراجـات الجبليـة، والطيـران الشـراعي، والجسـر الزجاجـي المعلـق وغيرهـا، كما سـيتمكن عشـاق الرياضـة مـن زيـارة مركـز التأهيـل الرياضـي والاسـتفادة مـن مسـاحات التدريـب المتاحـة والمؤهلـة بأعلـى المعاييـر َ العالميـة.

وينتظر أن تقـدم منطقـة سـحاب 290 غرفـة فندقيـة فاخـرة، و 70 شـقة، ومسـاحات تجاريـة ترفيهيـة، و15 وحـدة تخييـم فاخرة على متن السحاب.

وفي موقع ” سبرة” تبرز مواقع الاسـتجمام وخدمـات الضيافـة عاليـة الفخامـة، والقصـور ذات الإطـلالات الآسـرة، وفيهـا يتناغم الهـدوء مـع الطبيعـة ليسـتمتع زوارهـا بالسـكينة، ويضم الموقع منتجـع صحـي، ومواقـع للتأمـل بجمـال الطبيعـة الخلابـة فـي قمـم السـودة، ويمكـن للزائـر الاسـتمتاع بأنشـطة متعـددة فـي الهـواء الطلـق مثـل مشـاهدة َ الطيـور والهايكينـج، وتقـدم منطقـة “سـبَرة” 180 غرفـة فندقيـة ذات خصوصيـة عاليـة، محاطـة بجمـال الطبيعـة الخلابـة والمناظر الآسرة، ومجمع سكني فاخر يحتوي على 350 وحدة سكنية فاخرة تشمل قصور وفلل وشاليهات.

أما الموقع الذي أطلق عليه اسمه “جرين” فهو الوجهة المفضلة لعشاق الزراعة والسياحة الريفية حيث تضم البسـاتين والحقـول الزراعيـة، وفيهـا يمكـن للزائـر خـوض تجـارب الطهـي المحلـي وتـذوق المنتوجـات َ الزراعيـة العضويـة مثـل القهـوة والعسـل، و يوفر الموقع لزواره تجـارب اسـتثنائية وسـط شـبكة مـن المسـارات التراثيـة َ المندمجـة مـع المناظـر الطبيعيـة والمدرجـات الزراعيـة، ومسـارات الاستكشـاف الثقافـي، وتضـم 35 وحـدة تخييم فاخرة فريدة من نوعها بين المدرجات الزراعية.

وعندما يهم الزائر بالنزول من قمم السودة لاستكشاف ما تكتنزه الأودية من جمال وتراث وفنون فلا شك ستكون الوجهة إلى المنطقة السادسة ضمن المشروع وهي “رُجال”.

وفي “رُجال” تلتقـي الأجيـال لتعبـر عـن أصالـة المـكان، وينتشـر عبـق الـورد وعراقـة التـراث؛ فهي توفـر لزوارها فرصـة التعـرف علـى المـوروث الثقافـي الإنسـاني مـع خدمـات الضيافـة الفاخـرة وهي بوابة لاستكشـاف مجموعـة مـن الكنـوز الثقافيـة فـي القريـة والسـاحات التـي تربـط بيـن مبانيهـا التراثيـة، ومن المنوقع أن تستقبل “رُجال” زوارها من خلال ” 80 “غرفة فندقية ومساحة تجارية مستوحاه من التراث تقدم خيارات للمطاعم والمقاهي المحلية.

وأجمعت المصادر التاريخية والجغرافية على غنى جبال السودة بالموارد الاقتصادية الطبيعية مثل الحديد، حيث كان سكان منطقة عسير يستخرجون المعادن الداخلة في الصناعات التقليدية من جبال السودة و السقا، خاصة معدني الحديد والرصاص إضافة إلى المركبات الكبريتية في صناعة السكاكين والخناجر والجنابي والسيوف، كما عرفت الصناعات الفخارية والجلدية وخرازتها.

أما الثروة الطبيعية المبهرة التي ارتكزت عليها المشروعات السياحية الحديثة؛ فهي غابات العرعر وأشجار الشث والعتم “الزيتون البري” إضافة إلى مئات الأشجار والشجيرات التي تشكل كتلة واحدة من اللون الأخضر على امتداد البصر.

وفي الشتاء؛ تتحول تلك الجبال الشاهقة إلى تلال بيضاء بفعل تساقط البرد بشكل غزيز وانخفاض درجات الحرارة إلى الصفر المئوي في بعض الأوقات، مما يشكل قيمة جمالية أخرى بفعل احتضان الضباب الكثيف لأعالي الجبال.