الشعل الدخانية.. روعة في التشجيع أم كارثة صحية وفنية؟


عادت الشعل الدخانية والألعاب النارية إلى أجواء التشجيع في مدرجات ملاعبنا مع بداية الموسم الاستثنائي من الدوري السعودي، خاصة في ظل وجود كوكبة من نجوم كرة القدم العالمية، ينشطون في أندية دوري روشن، مما جعل الأضواء مسلطة بشكل أكبر على هذا الظاهرة التي بدأت تعود بقوة، خاصة في المباريات الكبرى.

وفي كلاسيكو النصر والأهلي الأخير، عانى الدولي السنغالي إدوارد ميندي حارس مرمى الأهلي من الدخان الكثيف، الناجم عن المشاعل الدخانية في المباراة التي انتهت نصراوية 4-3.

وقال ميندي بعد المباراة إنه لم يستطع رؤية كرة هدف رونالدو الأول، حتى الكاميرات التلفزيونية لم تتمكن من متابعة الكرة، بسبب كثافة الدخان.

وسبق ذلك أن اشتكى جمهور من إدارة ملعب الأمير عبدالله الفيصل، بسبب منع الجماهير من الدخول بالمشاعل الدخانية والألعاب النارية، في مباريات الأهلي، واعتبرته تعنتًا من جانب إدارة الملعب. وبين الشكوتين هناك حقيقة غائبة، بحثت عنها “المدينة” من خلال بعض المختصين.

ممنوع بقوة اللوائح

في البداية يقول حمد الصنيع رئيس لجنة المسابقات وعضو الاتحاد السعودي لكرة القدم الأسبق، إن الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) يمنع ويرفض بشكل قاطع إدخال الشعل الدخانية والألعاب النارية إلى ملاعب كرة القدم، استنادًا إلى المادة ٥٢ فقرة “س” من لائحة إدارة الملاعب والأمن والسلامة في جميع البطولات التي تقام تحت مظلة الفيفا.

وتابع الصنيع، “لكن بعض الاتحادات الأهلية لديها مرونة نسبية في هذا الخصوص، لكنني أرى ومن وجهة نظر شخصية، أن السماح بوجود الشعل الدخانية والألعاب النارية في المدرجات مع الجماهير له أثر سلبي كبير، لما لها من مخاطر صحية، خاصة في الملاعب شبه المغلقة، وأخرى فنية”.

وواصل الصنيع “أتمنى من وزراة الرياضة أن تنظر لهذا الموضوع بعين الاعتبار وتفعيل دور لائحة إدارة الأمن والسلامة في الملاعب لأن الموضوع ليس ممنوعاً لأسباب صحية فحسب، لكن له مخاطر مثل إشعال الحرائق، بسبب وجود الإعلام بكثافة بين الجماهير يجعل فرصة نشوب حرائق كبيرة.

وزاد الصنيع، “أنا أرى أن هناك طرقًا وأساليب جديدة ومختلفة للتشجيع بعيداً عن الألعاب النارية والشعل الدخانية مثل التشجيع الجماعي وأتمنى أن يكون الدوري السعودي مختلفاً بكل تفاصيله لأن العالم أجمع يتابع باهتمام إعلامي وشعبي هذا الدوري والمنافسات الرياضية، لذا يجب أن يكون هناك عمل إيجابي ومتطور يعكس اهتمام الجميع في ماوصلت له الرياضة السعودية.

إضرار صحية

ومن وحهة نظر صحية يقول الدكتور أحمد باسندوة الاستشاري في مستشفى الملك فيصل التخصصي، إن موضوع الألعاب النارية أو الشماريخ أو الشعل الدخانية أو الكيماوي تضفي جمالاً نظرياً لمن يشاهدها عبر الشاشات وحتى بالنسبة للحاضرين في المدرجات ولكن من ناحية أخرى الخطورة والأضرار الناجمة عنها قد تكون كبيرة وتؤدي إلى إضرار كبيرة من أهمها الحروق والتسمم والأمراض الصدرية وهناك من يعانون من حساسية هذا الدخان أو الروائح الناتجة من هذه الشعل.

كما أشار الدكتور باسندوة إلى مخاطر أخرى، أن الدخان الكثيف قد يؤدي في بعض الحالات إلى الاحتناقات وصعوبة التنفس، مما قد يدفع البعض إلى التدافع للخروج من المكان مما قد يؤدي إلى وقوع حوادث كثيرة.

وأضاف، “وتوجد دراسة أجراها الاتحاد الأوروبي في عام ٢٠١٧ تؤكد أضرار الشعل الدخانية والألعاب النارية في الملاعب الرياضية وما لها من جوانب سلبية قد تؤدي إلى كوارث بشرية بين الجماهير التي تتواجد في ملاعب كرة القدم وغيرها من المنافسات.

واعتبر الدكتور باسندوة أن تواجد الألعاب النارية في ملاعبنا خطورة كبيرة على كل من يتواجد بملاعبنا، مشيرًا إلى جمالية المدرجات وهي تعتبر شكلاً من الاشكال التي تعتبر من طرق التشجيع في ملاعب كرة القدم وأنا أتابع مباريات كرة القدم في المملكة العربية السعودية وفخور بتقدم الرياضة السعودية وتأثيرها عالمياً يجب أن نواكب هذا التطور في كل المجالات سواء في مجال الرياضة أو في مجال الصحة.

مصادر “المدينة” : منع دخول الشعل الدخانية والألعاب النارية إلى الملاعب

علمت “المدينة” من مصادرها الخاصة، أن هناك قرارًا مرتقبًا سيصدر بمنع دخول الشعل الدخانية والشماريخ إلى الملاعب وذلك بعد تقارير رصدت العديد من المخالفات بسبب دخول هذه الشعل الدخانية وتأثيرها السلبي على المباريات والجماهير. وكانت المباريات الكبيرة بدوري روشن شهدت دخول الشعل الدخانية بكميات كبيرة، وأثرت على المباريات، وكان اخرها مباراة النصر والأهلي في الجولة السابعة من دوري روشن السعودي، حيث ظل الدخان الكثيف يغطي أرجاء الملعب، حتى بعد تسجيل النصر هدفه الثاني في الدقيقة 17 من عمر المباراة.