ويأتي ذلك مُواكبًا لاستراتيجية “مدن” بتهيئة مجتمع صناعي واستثماري متكامل وجاذب للشركاء المستثمرين الوطنيين والأجانب، وتعزيزاً لمبادراتها وجهودها لتعزيز استدامة القطاع الصناعي إضافة إلى زيادة حصة قطاع الصناعات الدوائية من الناتج المحلي ورفع نسبة صادراتها تماشيًا مع مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للصناعة بأن تكون المملكة مركز جذب للاستثمارات النوعية.
ويُوفر المصنع الذي يأتي على مساحة 42 ألف متر مربع نحو 150 وظيفة جديدة، ويستهدف تحقيق نسبة صادرات تصل إلى 20% من منتجات لقاحات فيروسات الإنفلونزا الموسمية، وكوفيد-19، والجدري المائي، والروتا إلى جانب لقاحات المكورات الرئوية، والسحائية في ظل ما تحظى به الصادرات السعودية من الصناعات الدوائية من طلب قوي على المستويين الخليجي والإقليمي.
وأوضح الرئيس التنفيذي للهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية “مدن” المهندس ماجد العرقوبي أن “مدن” وجهة مثالية وجاذبة لاستثمارات الصناعات الدوائية لما تتمتع به من ممكنات صناعية وبنية أساسية ورقمية متميزة حيث تحتضن 93 مصنعًا يتركز العدد الأكبر منها في جدة بنحو 27 مصنعًا، ثم سدير 18 مصنعًا ثم الرياض 14 مصنعًا، إلى جانب 11 مدينة أخرى ما يعزز رؤية المملكة بنقل التقنية وتوفير الفرص الوظيفية في المدن الصناعية.
وأفاد أن “مدن” نجحت في زيادة حجم الاستثمارات المستقطبة من القطاع الخاص بنسبة 23% لتصل إلى 2,77 مليار ريال منذ بداية عام 2023م، وبلغ إجمالي عدد المصانع 6,055 مصنعًا، كما تم إضافة 1,62 مليون متر مربع إلى مساحة الأراضي المخصصة أسهمت في تعزيز الحركة الاستثمار بالقطاع الصناعي.
يُذكر أن “مدن” تواصل دعم القطاع الصناعي باستثمارات نوعية ذات قيمة مضافة لتنويع الاقتصاد الوطني اتساقًا مع مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للصناعة والمبادرات الموكلة إليها في برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية “ندلب”، حيث بلغ إجمالي مساحات الأراضي المطورة أكثر من 195 مليون مربع ومساحة الأراضي المخصصة أكثر من 136 مليون متر مربع.
وتضم مدينة سدير للصناعة والأعمال التي تم تأسيسها في عام 2009م نحو 17 مليون متر مربع من الأراضي المطورة وتتميز باحتضانها صناعات نوعية من بينها صناعات “المنتجات الدوائية، والصيدلانية، والغذائية، والمواد الكيميائية، والمعادن والحواسب والمنتجات الإلكترونية والبصرية” تسهم في تعزيز مشاركة القطاع الصناعي في إجمالي الناتج المحلي، وإيجاد فرص وظيفية وتنمية الصادرات الوطنية.
من جانبه أوضح رئيس مجلس الإدارة لشركة لقاح للصناعة الدكتور خالد الموسى، أن نقل التقنية وتوطين صناعة اللقاحات والأدوية الأساسية تعد من ركائز الأمن الدوائي وأحد مستهدفات إستراتيجية التطلعات والأوليات الوطنية لقطاع البحث والتطوير والإبتكار، مشيرًا إلى الخبرة والمعرفة التي يمتلكها مؤسسي المشروع لتوطين هذا النوع من الصناعات ذات القيمة المضافة وذلك بالشراكة مع الشركات العالمية المتخصصة.
يذكر أن الشركة ستقوم بتوطين أحدث تكنولوجيا صناعة اللقاحات في العالم وكذلك السعي لتوطين التجارب السريرية بالإضافة إلى تعزيز منظومة البحث والإبتكار في مجال صناعة اللقاحات بالتعاون مع القطاعات الحكومية ذات العلاقة والتي أبدت رغبتها الكبيرة بدعم تلك الجهود وتشجيعها وتذليل العقبات وذلك إنفاذاً للتوجيهات السامية الكريمة لخدمة الوطن والمواطن.