أخبار السعودية

ورحل منقذ الاتحاد طلال بن منصور انتشل العميد من الانهيار


استيقظ الوسط الرياضي أمس على نبأ محزن بوفاة الأمير طلال بن منصور أحد رموز الرياضة السعودية ومنقذ نادي الاتحاد ورمزه التاريخي.الأمير طلال بن منصور الإنسان المتواضع الكريم، وقف مع الجميع فأحبه الجميع لتواضعه وحسن تعامله وصدقه وكرمه، إنسان بكل ما تعنيه الكلمة، وهو رياضي من الطراز الأول، عرف بعشقه للغوص، وسبق له أن ترأس نادي السباحة.

ولد الأمير الخلوق في مكة المكرمة عام ۱۹٥٠م وهو ذات العام الذي تبرع فيه والده صاحب السمو الملكي الأمير منصور بن عبدالعزيز للاتحاد بملعب وتكفل بمعسكره بالقاهرة، فكان مقدم الأمير إلى الحياة هو مقدم خير لنادي الاتحاد، وقد تشرب حب الرياضة والاتحاد منذ طفولته، تلقى الأمير تعليمه ما بين المملكة والولايات المتحدة الأمريكية، وكان أثناء دراسته بالخارج يسمع عن الأوضاع المأساوية التي وصل إليها الاتحاد خلال الفترة 1969م حتى 1973م.

بعد عودة الأمير طلال بن منصور من أمريكا في نوفمبر 1973م كان من حسن طالع الاتحاديين أنه هذه العودة صادفت إقامة مباراة بين الاتحاد والأهلي على ملعب الصبان وفاز فيها الاتحاد بنتيجة 2-0 بهدفي رشيد مسلط وعبدالله بكر وكان هذا الفوز سبباً مباشراً في حضور الأمير الشاب طلال بن منصور إلى مقر نادي الاتحاد في حي البغدادية لتقديم التهنئة للاتحاديين والتبرع لهم بمبلغ 15000 ريال وباص، ومن هذه الزيارة انضم الأمير طلال بن منصور كرئيس شرفي مع إدارة الشيخ إسماعيل مناع رحمه الله ثم في عام 1974م تم تزكية الأمير كرئيس لنادي الاتحاد ليستكمل مع المهندس عبدالله بكر وإدارة إسماعيل مناع إنقاذ نادي الاتحاد وشكل انضمام الأمير طلال دفعة قوية وهائلة ويعتبر هو من رسخ لأسس الاتحاد الحديث، ولذلك أجمع الاتحاديون على إطلاق لقب (المنقذ) على هذا الرمز الاتحادي الكبير.

استمرت فترة الأمير الأولى لمدة 6 سنوات و9 أشهر أعاد خلالها تشكيل مجلس إدارة ثلاث مرات ثم ترك رئاسة الاتحاد بعام 1981م وتم تزكيته كرئيس لأعضاء شرف نادي الاتحاد. وفي 1983م وتحت ضغط الاتحاديين عاد الأمير رئيساً لنادي الاتحاد لمدة سنة و9 أشهر، قبل أن يترك العمل الرسمي بالنادي لظروفه الخاصة، ولكنه لم يبتعد عن دعم الاتحاد أبداً وتقلد رئاسة أعضاء الشرف عدة مرات قبل أن يسميه الاتحاد رئيس فخرياً لأعضاء شرف نادي الاتحاد.

يسجل التاريخ للأمير رحمه الله أنه نهض بالاتحاد خلال فترات رئاسته مادياً وفنياً بكل الألعاب وبكل المجالات فقد حقق الاتحاد بعهده 241 بطولة بمختلف الألعاب، وجلب الأمير كبار المدربين والنجوم العالميين للعميد وعلى رأسهم المدرب الألماني كرامر والعديد من اللاعبين أمثال الألماني بوكير والسويدي شوبيرج والتونسي تميم الحزامي وعدد كبير من النجوم المحليين.

أيضاً ضخ الأمير خلال فترة رئاسته ما يفوق 40 مليون ريال لسداد ديون الاتحاد والتكفل بتكاليف بناء استاد نادي الاتحاد شارع الصحافة الذي أصبح الآن الملعب الرديف بعد أن أنشأت رعاية الشباب منشآت النادي الجديدة، وتكفل بإنشاء أول مدرسة للبراعم بتاريخ الأندية السعودية، كما تكفل بإنشاء صالات رياضية للألعاب المختلفة وتكفل بجميع مدربي ومعسكرات فرق نادي الاتحاد بمختلف الألعاب، كما كان للأمير زاوية أسبوعية في ملحق الملاعب بجريدة المدينة يكتب في فيها رأيه ويناقش مستجدات الساحة الرياضية تحت عنوان (اسمحوا لي)، وظل الأمير رحمه الله حتى بعد ابتعاده عن العمل الرسمي داعماً لكافة الإدارات الاتحادية بمختلف المراحل في كل الأزمان.