العافية العاطفية مهمة لدعم الصحة الجسدية والنفسية
كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية): هايدي غودمان
– الطريق لتحسين العافية والرفاهية قد يبدأ بأداة عالية التقنية
– عافية عاطفية
تشكل العافية العاطفية (أو الرفاه العاطفي) emotional well-being أهمية بالغة لصحتنا، فهي تعمل على تعزيز جهازنا المناعي، وتسرع من التعافي من المشكلات الصحية، وتقلل من مخاطر الأمراض المزمنة. لذا؛ ليس من المستغرب أن تسهم العافية العاطفية في إدامة الحياة لمدة أطول؛ إذ يرتبط ذلك بانخفاض خطر الوفاة المبكرة بنسبة 20 في المائة من جميع الأسباب بين الأشخاص الأصحاء.
> فوائد صحية: لماذا قد تكون لمشاعر القناعة، والسعادة، والرضا عن الحياة، والتفاؤل، والاكتفاء، فوائد صحية؟ إنها تساعد على إبطال تأثيرات الانفعالات والضغوط السلبية في الحياة. تقول الدكتورة نانسي إيتكوف؛ عالمة نفس السعادة والأستاذة المساعدة في كلية الطب بجامعة هارفارد: «إذا كنت تعاني من الأفكار السلبية، والاكتئاب، والقلق، والمخاوف، فإن ذلك يسبب لك كثيراً من الإرباك يومياً. وتنخفض استجابتك المناعية، ويكون جسمك في حالة مستمرة من الضغط النفسي، الذي يرتبط بالالتهابات المزمنة، والأمراض المزمنة، والوفاة المبكرة».
قد يكون إيجاد طرق لتعزيز رفاهيتك أمراً صعباً. ومن حسن الحظ أن حسن التوجيه قد يكون على مسافة نقرات قليلة.
> تطبيقات للصحة: هنالك أكثر من 350 ألف تطبيق – البرامج العاملة على الكومبيوتر، أو الكومبيوتر اللوحي، أو الهاتف الذكي، أو التقنية القابلة للارتداء (مثل الساعات الذكية) – موجه نحو صحة المستهلك. وهي تهدف إلى المساعدة في كل شيء؛ بدءاً من السيطرة على الأمراض المزمنة، أو الأنظمة الدوائية المتبعة… إلى تقديم الإرشادات، والتحفيز للحفاظ على عادات وأنماط الحياة أو الأنشطة الصحية. ويمكن للعديد من هذه الأنشطة التحسين من رفاهيتك.
ليس لدينا دليل قاطع على أن استخدام مثل هذه التطبيقات في حد ذاته يعزز رفاهيتك. لكنه قد يساعدك في رحلتك على هذه الطريق. تقول الدكتورة إيتكوف: «عندما تستخدم تطبيقاً يعزز الرفاهية، فهذا يعني أنك مستعد للتغيير. إنها نقطة بداية جيدة».
– تطبيقات العافية العاطفية
تشمل التطبيقات التي تدعم الصحة العاطفية تلك التي تركز على أي من الأنشطة التالية:
> تنمية مشاعر السعادة والامتنان: تشير الأبحاث إلى أن 40 في المائة من سعادتك الشخصية تحت سيطرتك. غالباً ما تشمل تطبيقات السعادة: التأكيدات على تقوية العزيمة، والتأملات، والاقتراحات للأنشطة التي تعزز السعادة؛ مثل الاحتفاظ بسجل للامتنان، أو مباشرة تنفيذ أعمال لطيفة، أو النوم بصورة أفضل، وتلك التي ترتبط جميعها بتحسن المزاج.
> ممارسة الرياضة: تساعد التمارين متوسطة الشدة، مثل المشي السريع، على التحكم في التوتر وتقليل الاكتئاب والقلق. غالباً ما تتعقب تطبيقات التمارين عدد الخطوات التي تمشيها، وعدد الدقائق التي تتحرك خلالها يومياً. كما يمكن للتطبيقات توفير التدريبات الكاملة مع التمارين أو مقاطع الفيديو أو حتى الدروس المباشرة، التي يمكنك متابعتها في المنزل.
> التأمل: يسفر التأمل عن الاستجابة للاسترخاء، وحالة التأمل الهادئة التي تخفض ضغط الدم، ومعدل ضربات القلب، ومعدل التنفس، واستهلاك الأكسجين، ومستويات الأدرينالين، وهرمون الإجهاد (الكورتيزول). يمكنك العثور على تطبيقات لإرشادك عبر العديد من أنواع التأمل، مثل اليقظة الذهنية (التي تركز على الوعي باللحظة الآنية)، أو التصور الموجّه، أو اليوغا، أو التأمل المتسامي (التي يُستخدم فيها صوت أو عبارة متكررة للمساعدة على تفريغ ذهنك تماماً).
> الحصول على مزيد من النوم: يرتبط الحرمان من النوم بالاكتئاب والقلق والعديد من المشكلات الصحية الأخرى. تساعدك تطبيقات النوم على تتبع مدة النوم، وتقديم نصائح حول تحسين سلامة النوم، مثل النوم والاستيقاظ في الوقت نفسه كل يوم، وتجنب الطعام والشراب في أوقات بعينها.
– البحث عن التطبيقات
للعثور على التطبيقات التي تعزز العافية، ابحث عن الأنماط التي تروقك وتكون مجانية (أو تقدم فترة تجريبية مجانية)، ولديها سجل من المراجعات أو التقييمات الجيدة من المستخدمين، والتي لا تجمع معلومات كثيرة عنك، وتكون شائعة الاستخدام، ولها مئات الآلاف أو ملايين التنزيلات.
– على سبيل المثال؛ التطبيقات التي تسمى «سليب سايكل Sleep Cycle (دورة النوم)»، «سليب تراكر Sleep Tracker»، و«بيتر سليب Better Sleep»، وقد سجل كل منها أكثر من 10 ملايين تنزيل.
وتشمل التطبيقات الشائعة الأخرى:
– للتأمل: تطبيقات «كالم Calm»، و«إنسايت تايمر Insight Timer»، و«هيد سبيس Headspace».
– لأداء التمارين: تطبيق «فيتنيس Fitness» من «نايكي ترينينغ كلوب»، و«هوم ورك – أوت Home Workout» من «أديداس ترينينغ».
– للاحتفاظ بسجل للامتنان: «بريسنتلي Presently»، أو «ثري غود ثينغس Three Good Things».
– الذكاء الصناعي والصحة
> هل يمكن للذكاء الصناعي أن يوجهك نحو العافية؟ تشير أدلة جديدة إلى أن نموذجاً معيناً من الذكاء الصناعي يحمل في طياته وعداً بالتنبؤ برفاهية الشخص في المستقبل وتوجيهها. قادت البحث، الذي نشرته دورية «إيجينج Aging» على الإنترنت بتاريخ 20 يونيو (حزيران) 2022، شركة تدعى «ديب لونجفيتي» وعالمة «هارفارد» الدكتورة نانسي إيتكوف.
نموذج الذكاء الصناعي المستخدم في الدراسة، يسمى «فيوتشر سيلف FuturSelf»، مجاني تماماً ومتاح بالفعل على موقع «https://futurself.ai». وهنا تجيب ببساطة عن أسئلة قليلة، ثم يقوم الذكاء الصناعي بإرسال المقترحات. تقول الدكتورة إيتكوف: «يقوم الموقع بتقييم المجالات التي تحتاج فيها إلى المساعدة. ربما تكون مكتئباً، أو لا تمارس الرياضة، أو لا تمارس العلاقات الاجتماعية، أو لا تذهب إلى الطبيب بما فيه الكفاية. يمكنك أن ترى ما يزعجك ثم تقرر ما إذا كنت تريد إجراء تعديلات على حياتك. وقد يكون هذا أحد الاتجاهات التي تتجه إليها المساعدة الذاتية الحديثة».
– «رسالة هارفارد الصحية»
– خدمات «تريبيون ميديا»