الاتحاد رواد الكرة السعودية بمونديال الأندية
وتزامن هذا التتويج مع عودة المملكة إلى الفضاء من خلال الرحلة التاريخية لرائدي الفضاء السعوديين علي القرني وريانة هوساوي، ليحلق العميد في فضاء كروي جديد.
وكان خلف إنجاز الاتحاد بالفوز بالدوري عمل جبار، بدأته إدارة النادي برئاسة أنمار الحائلي ونائب الرئيس أحمد كعكي منذ إخفاق الفريق في التتويج بلقب الموسم الماضي، بعدما كان الاتحاد قاب قوسين أو أدنى من اللقب لكنه ضاع في الأمتار الأخيرة.
تعلمت إدارة الاتحاد درس الموسم الماضي جيدًا وبدأت في تجهيز الفريق بطريقة علمية للموسم الحالي، وكانت نقطة الانطلاق اختيار العناصر سواء الجهاز أو المحترفين الأجانب.
كان اختيار البرتغالي نونو سانتو بما يملكه من سيرة ذاتية غنية، وتجربة ثرية في البريميرليج، فضلًا عن طموح البحث عن لقب، ويحسب للإدارة الاتحادية أنها بعد أن اختارت سانتو تركت له كل الأمور الفنية في يده، ولم تتدخل من قريب أو بعيد في عمله، بل اقتصر تدخلها على توفير الدعم المادي والمعنوي وتوفير الأجواء المناسبة له.
ورغم الانتقادات التي واجهت سانتو في بداية عمله مع الاتحاد، بسبب طريقته التي اعتبرها البعض دفاعية، كانت الإدارة الاتحادية مساندة وداعمة للمدرب، واثقة من كفاءة المدرب الذي اختارته.
كما نجحت الإدارة الاتحادية في مواجهة حملات التشويش لإخراج الفريق خارج البساط الأخضر، من خلال الشكاوى والاحتجاجات، بمهنية واحترافية عالية، حيث حافظت على الهدوء داخل الفريق، وعزلته تمامًا عن كل المؤثرات الخارجية.
كما أحسنت إدارة أنمار في إدارة ملف الأخطاء التحكيمية ضد الفريق، رغم تصريحات رئيس لجنة الحكام مانويل نافارو الذي ردد في أكثر من مناسبة أن الاتحاد أكثر الفرق استفادة من الأخطاء التحكيمية، لكن إدارة الاتحاد لم تنجرف إلى صراعات جانبية، والتزمت العمل في صمت، دون إصدار أي بيانات للحديث عن الحكام.
وكانت إستراتيجية الاتحاد واضحة، بعدم التعرض للحكام، لكن في نفس الوقت، أنه اختار الاعتماد على الحكام الأجانب، وتكفل بمصاريف جلبهم، نجحت إدارة الاتحاد في توفير الاستقرار للاعبين، من خلال تجديد عقود من قاربت عقودهم على الانتهاء ، فرفعت الضغوط عن الفريق وكان كل تركيزهم داخل الملعب.
التزام اللاعبين
أدار سانتو علاقته بلاعبي الاتحاد بحب واحترام متبادل، وبشخصية قوية، قابله التزام تام من اللاعبين بكل تعليمات المدرب، فلم يتذمر لاعب من تغيير مركزه، واشتكى آخر من تعنت المدرب ضده، بل تعامل الجميع على أن المدرب هو المسؤول الفني الأول في المنظومة.
فأوصى جروهي باللعب بالقدم على أن يكون بناء الهجمة من عنده، عدل مركز كل من حجازي وشراحيلي وحتى كورنادو، وحمدالله والجميع التزم ونفذ.
جودة المحترفين
تميز الاتحاد هذا الموسم بوجود محترفين أجانب على أعلى مستوى بدءًا من حراسة المرمى وصولًا لرأس الحربة، المحترفون السبعة في صفوف الاتحاد على أعلى مستوى كل في مركزه، وشكلوا القوام الأساسي للفريق في كل المباريات.
نمور المدرجات
يدين الاتحاد بالفضل في هذا التتويج التاريخي لجماهيره التي تجاوزت نصف مليون في المباريات التي أقيمت في جدة فقط، بينما في خارج جدة، فزحفوا خلف الفريق في كل المباريات وفي كل الملاعب، فكانوا بحق اللاعب رقم واحد صاحب البصمة الذهبية في لية الذهب.