«برمجيات ربّ العمل» تتجسس على الموظفين
تراقب أغلب العاملين من المنازل
الثلاثاء – 5 شوال 1444 هـ – 25 أبريل 2023 مـ رقم العدد [
16219]
واشنطن: كاثلين دايفس
صحيحٌ أنّنا شعرنا في الآونة الأخيرة بتحوّل في مجال تمكين العاملين، ومرونة التعامل معهم، وأنسنة طريقة العمل، ولكن لا يزال هناك كثير من التفاصيل البائسة عن الحياة والعمل في عام 2023. كما تمتلئ نشرات الأخبار بعناوين تسريح الموظّفين، والمخاوف الاقتصادية، وتزايد انتشار نظم الذكاء الصناعي، ما يؤثّر على مجالات ومهارات ظنّنا فيما مضى أنّها محصورة بالبشر.
زِد على ذلك المخاوف المرتبطة بتنامي «برمجيات ربّ العمل» المخصصة للمراقبة، التي تستخدمها الشركات لضمان حفاظ الموظفين على إنتاجيتهم. هذه العلّة لا تحصل في شركات قليلة؛ حيث وجد الباحثون أنّ 8 من 10 أرباب عمل في شركات أميركية خاصّة يستخدمون نوعاً من برمجيات مراقبة الموظفين.
وليس مفاجئاً طبعاً أنّ تتصاعد مراقبة الموظفين من قبل أرباب عملهم في فترة العمل عن بعد. فعندما شعر هؤلاء أنّهم عاجزون عن إبقاء موظّفيهم تحت أنظارهم، وضعوا برامج خاصّة للقيام بهذه المهمّة بدلاً منهم. فقد وجدت دراسة شملت أكثر من 1200 ربّ عمل أميركي أنّ 60 في المائة من الموظفين الذين يعملون عن بعد خاضعين لنوعٍ من برمجيات مراقبة العمل، بينما صرّحت 9 من أصل كلّ 10 شركات أنّها سرّحت بعض الموظفين بعد البدء بتطبيق المراقبة.
إذن، ما الذي يتعقّبه أرباب العمل؟ وما الأدوات التي يستخدمونها؟ هل توجد أيّ قوانين تنظيمية لمراقبة الموظفين؟ هل يتوجّب على ربّ العمل أن يُعلم موظفيه أنّه يراقبهم؟
تحدّثتُ مع ألبرت فوكس كان، المؤسس والمدير التنفيذي في مشروع «سورفيلنس تكنولوجي أوفرسايت»، الذي قال إنّ معرفة ما إذا كان ربّ العمل يراقبك أشبه بصندوق أسود بالنسبة للموظف، لأنّه لا توجد قوانين في هذا الشأن. حتّى إن وُجدت، ليست هي نفسها في كلّ الولايات الأميركية.
وأضاف كان، أنّ ربّ العمل ليس مجبراً على إعلام موظفيه أنّه يراقبهم، مؤكّداً على أنّ سوق أدوات هذا النوع من المراقبة شهدت طفرة كبيرة في السنوات الأخيرة، وتحديداً منذ بداية الجائحة، رغم عدم توفّر أرقام رسمية عن عدد المديرين الذي يتعقّبون موظفيهم من خلال نظم الذكاء الصناعي أو برمجيات أخرى. وشرح أنّ هذا الأمر «تأسّس على فكرة أنّه إذا كنت غير قادر على رؤية الموظف، لا يمكنك الوثوق أنّه يقوم بعمله كما يجب، مع أنّ هذه المخاوف ليست مدعومة بأدلّة ملموسة. ولكنّ الحقيقة هي أنّ هذه البرامج تحبط الموظفين وتشعرهم بالاستباحة الهائلة عندما يعرفون بوجودها».
وأشار مؤسس مشروع «سورفيلنس تكنولوجي أوفرسايت» إلى أنّ المنتجات التي تُباع على أنّها أدوات لمراقبة الإنتاجية لا تقيس الجانب الصحيح، لأنّ «الإنتاجية موضوع معقّد جداً، ويجمع كلّ العوامل التي تدخل في نوعية عملك. إذ لا يمكن للبرنامج أن يقدّم تقييماً شاملاً لجودة العمل الذي يقوم به الموظف، بل قد يسبّب تراجعاً في أداء الموظف وحصره بهذه القياسات البسيطة». بمعنى آخر، اعتبر كان أنّ هذه المقاربة تضرّ بأداء الموظّفين وتشعرهم بالإحباط.
* «فاست كومباني»
ـ خدمات «تريبيون ميديا»
Technology